وزير الخارجية : بعض الدول تحركت لاقناع واشنطن بعدم الانسحاب من بغداد

553

بغداد – واع

اكد وزير الخارجية فؤاد حسين، ان بعض الدول تحركت باتجاه واشنطن لاقناعها بعدم الانسحاب من العراق، وفيما كشف عن دراسة لاعادة النظر بخارطة توزيع السفارات العراقية في دول العالم.

وقال حسين لبرنامج "العاشرة" الذي يعرض على قناة العراقية الاخبارية تابعته وكالة الانباء العراقية (واع)، اليوم الاثنين، ان الولايات المتحدة لم تهدد بغلق سفارتها في العراق، الا ان الهجمات على البعثات والمطار تسببت بتفكير الإدارة الأمريكية بسحب سفارتها من بغداد.

واضاف، ان وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو أبلغ رئيس الجمهورية عبر اتصال هاتفي قلق إدارته من زيادة الهجمات على المنطقة الخضراء ومطار بغداد، مبينا ان الاتصال عبر عن رأي الإدارة بالوضع الأمني وكيفية التعامل مع السفارة .

واشار الى ان الاستهداف والهجمات ضد الشعب العراقي وليس ضد السفارات فقط، لان الاستهداف داخل الأراضي العراقية والضحايا عراقيون، منوها الى ان انسحاب السفارة الأمريكية يؤثر على علاقات العراق مع كثير من البعثات الأوربية والعربية.

واوضح، ان بعض الدول تحركت باتجاه الولايات المتحدة لحثها على عدم الانسحاب، لان انسحاب سفارة الولايات المتحدة سيكون له تداعيات عديدة، مؤكدا ان جميع الدول الغربية والعربية في حال قلق من قرار انسحاب الولايات المتحدة.

وتابع حسين، ان انسحاب الولايات المتحدة سيخلق حالة عدم ثقة دولية بالعراق، لافتا الى ان أجيالا من العراقيين قد دفعوا ثمن العزلة الدولية السابقة للعراق.

وبين وزير الخارجية، ان واجب الحكومة العراقية حماية السفارة الأمريكية والبعثات الدولية الأخرى، مؤكدا ان الحكومة اتخذت مجموعة من الإجراءات التنظيمية والسياسية بهذا الشأن.

ومضى بالقول: تواصلنا مع الأحزاب والقيادات السياسية لشرح خطورة الوضع، مبينا انه تم إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص المتهمين بالهجمات.

واشار الى انه زار طهران والتقى خلالها بالمسؤولين الايرانيين بشأن الوضع الراهن، مؤكدا ان ايران لديها تأثير على الواقع العراقي.

واوضح ان المسؤولين الايرانيين اكدوا ان الفصائل التي تقوم بالهجمات عراقية، مضيفا: "قلت لهم أن الفصائل عراقية لكن التأثير الإيراني واضح عليها، وإيقاف الهجمات ضد السفارة لصالح البلدين العراق وإيران".

ولفت الى ان خلق فوضى سياسية في البلاد لا يخدم أي طرف، وستؤثر على المنطقة كلها وليس على العراق فقط، مرجحا بقيام ايران بخطوات إيجابية تجاه العراق.

واكد انه يجب نقل الحوار مع إيران من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة، مشيرا الى ان العراق يحتاج حواراً واضحاً وشفافاً مع إيران الدولة على وفق أسس معلومة.

واشار الى ان الولايات المتحدة منشغلة حالياً بالانتخابات الرئاسية، مبينا ان الأمريكان سحبوا ١٥٠٠ جندي من العراق.

واوضح، انه تم وضع جدولة لانسحاب القوات من العراق على وفق جداول فنية عسكرية وأمنية، مشددا على ان العلاقة مع واشنطن يجب أن تكون متينة وأساسية.

وتابع، ان الحل لن يكون عبر العنف والبديل هو الحوار للمشاكل الداخلية والخارجية، مؤكدا ان هناك فصائل مسلحة اعلنت تبنيها الهجمات ضد المنطقة الخضراء.

وبين، انه لا يوجد حوار مباشر بين الحكومة والفصائل المسلحة، الا ان هناك قنوات عديدة فتحت عن طريق شخصيات سياسية مع هذه المجموعات، مشددا على ان الهجمات ضد المنطقة الخضراء والسفارات والمواطنين يجب أن تتوقف بدون ثمن.

وزاد بالقول، انه لا يمكن القبول بفصائل مسلحة خارج إطار الدولة ، لافتا الى ان القوى الرافضة يمكن لها استبدال الحكومة عبر الانتخابات المبكرة أو عبر البرلمان.

واشار حسين الى ان جزء من عمل مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة التواصل مع جميع الأطراف بالساحة العراقية، حيث كان لها لقاءات مكثفة مع قيادات في التظاهرات.

وتابع: لدينا نقاشات مستفيضة معها وانها تتحرك ضمن الاطر المحددة لها، ونحن مطلعين تماما على نشاطاتها، مؤكدا ان وجود بعثة الامم المتحدة من صالح العراق وتواجدها له علاقة بالقرارات الدولية.

وبشأن السفراء اكد وزير الخارجية، اختيار السفراء بيد مجلس النواب ، مبينا ان أكثرية السفراء الموجودين أحيلوا على التقاعد وينبغي اختيار سفراء جدد.

وتابع: سنعيد النظر بخارطة توزيع السفارات في دول العالم، ونعوّل على التواجد في الدول المؤثرة وقرب الجاليات العراقية، مشيرا الى ان التقييم يجب أن يكون على أساس العمل وليس الدين والقوميات.

ولفت الى ان الحكومة تعتمد على سياسة التوازن بالعلاقات، منوها الى ان زيارة الكاظمي للسعودية مازالت على جدول الأعمال.

واكد ان لديه زيارة مرتقبة الاسبوع المقبل الى القاهرة يلتقي خلالها مع وزيري خارجية مصر والاردن لعقد الاجتماع الثلاثي.

المصدر