ناشطون من بغداد والبصرة يهددون بالتصعيد: السلطات تحاول منعنا

345

بغداد/ تميم الحسن

تنذر الاحداث في البلاد بالتصعيد بعد مواجهات عنيفة بين القوات الامنية ومتظاهرين ومقتل شخصية عشائرية في الجنوب مؤيدة للاحتجاج بعد يوم من فض الاعتصامات في بغداد.

ولم تعلق الحكومة حتى الان على الاشتباكات التي جرت خلال اليومين الماضيين في البصرة، فيما يرى ناشطون انه لا يمكن منع اي عراقي من التظاهر. وتجددت يومي الاحد والاثنين، التظاهرات في ساحة التحرير، وسط العاصمة، عقب افتتاحها بعد أكثر من عام على إغلاقها.

وتجمع العشرات من المحتجين في الساحة، بعد دعوات على منصات التواصل الاجتماعي، حددت الساعة الرابعة من يوم الاحد ثم كررت الدعوة يوم الاثنين لـ”عودة الثورة”.

وقال علي عامر، احد الناشطين في بغداد لـ(المدى) أمس، ان المحتجين “اضطروا الى الانسحاب الى ساحة الطيران تجنبا لوقوع صدام مع قوات مكافحة الشغب التي طوقت المكان سريعاً”. وبحسب الناشط في بغداد، فان اوامر جاءت الى القوات تفيد بـ”منع التجمعات” بدون ترخيص، رغم ان هذه الاجراءات كانت قد ألغيت منذ سنوات.

وطالب المحتجون، بإقامة انتخابات مبكرة بإشراف الأمم المتحدة، لمنع أي عمليات تزوير وتلاعب في نتائجها.

ومر اكثر من عام على الاحتجاجات في العراق، فيما لايزال ابزر مطالب المتظاهرين من الحكومة هي الكشف عن قتلة المحتجين.

وتجنبت القوات الامنية التي أعادت السبت الماضي افتتاح ساحة التحرير، ازالة صور الضحايا والرسوم على الجدران التي شهدت على يوميات الاحتجاج. وعلق رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، على فتح ساحة التحرير من قبل القوات الأمنية، مؤكداً أن “العراق لن ينسى شبابه”.

وقال الكاظمي في تغريدةً على تويتر إن شبابنا في ساحة التحرير ضربوا أروع الأمثلة الوطنية طوال عام كامل، اليوم يؤكدون شموخهم الوطني بإبداء أقصى درجات التعاون لفتح الساحة أمام حركة السير وإعادة الحياة الطبيعية.

وأوضح أن “الانتخابات الحرة النزيهة” هي موعد التغيير القادم الذي بدأه الشباب بصدورهم العارية قبل عام، مرفقًا تغريدته بقوله “العراق لن ينسى شبابه”.

العودة إلى التحرير

ويرى الناشط علي عامر، انه “بعد تصفية ساحة التحرير من عدد من المندسين، لا يمكن منعنا من التظاهر، لان الثورة ليست خيمة الاعتصام انها فكر، وفكر لن يموت”.

وكان قائد عمليات بغداد قيس المحمداوي، قال في مقطع فيديو السبت الماضي، إنه تم رفع بعض الخيم من ساحة التحرير لإعادة الحياة إلى طبيعتها.

وعزا تواجد القطعات الأمنية إلى طلب من المتظاهرين “للوقوف بوجه عصابات الجريمة والمخدرات”.

ولفت إلى أنه “بتعاون المتظاهرين مع القوات الأمنية تم إلقاء القبض على عدد من المتهمين، الذين يتاجرون بالمخدرات، ومستخدمي الرمانات، وإلقاء القبض على بؤرة أساءت للمتظاهرين”.

كما أوعزت قيادة عمليات بغداد في وقت سابق بفتح شارع غرناطة المغلق منذ عام، والذي يربط ساحة الخلاني بساحة الطيران، كما تم فتح طريق محطة الكيلاني باتجاه خلف الوزارات وصولًا إلى شارع النضال وهو أيضًا سالك لمرور وسير المركبات.

وتقوم القوات الامنية في بغداد باوقات مفاجئة باغلاق بعض الطرق ووضع الجدران الكونكريتية مع خروج اي تظاهرات.

أمام الصحة

أمس اصيب عدد من المتظاهرين امام وزارة الصحة وسط بغداد. وبحسب شهود عيان ان القوات الامنية اصابت اكثر من 10 أشخاص أثناء فض الاعتصام الذي نظمه خريجو المجموعة الطبية. وكانت تنسيقية خريجي المجموعة الطبية والصحية والتمريضية قد دعت في بيان سابق، إلى المشاركة في تظاهرة سلمية، أمس الاثنين 2 تشرين الثاني 2020 لتحقيق “المطالب المشروعة قانونيًا ودستوريًا”، وأوصت بعدم التعرض للقوات الأمنية وعدم التعدي على الممتلكات العامة.

وكان مجلس الوزراء قد قرر في ايلول الماضي، استثناء الأطباء من قراره السابق بشأن تدرج ذوي المهن الطبية والصحية. ويعتقد ناشطون ان عمليات العنف التي يتعرض لها المحتجون، قد تدفع الى تحويل التظاهرات الى “مناطقية” و”قطاعية” لتجنب الصدام مع القوات الامنية.

مقتل مؤيد للاحتجاجات

وابلغ مساء الاحد، بحسب ناشطين تواصلت معهم (المدى) عن مقتل عبد الناصر الطرفي، وهو احد مؤيدي التظاهرات واحد شيوخ العشائر، بهجوم مسلح في ميسان.

وقتل الطرفي، في منطقة ابو رمانة وسط ميسان، من قبل مجهولين يقودون دراجة نارية، حيث اطلقوا عليه النار اثناء خروجه من منزله.

وأعلن الطرفي في وقت سابق على مواقع التواصل الاجتماعي، تأييده لمطالب الحراك الشعبي في ميسان وباقي المحافظات، وخاصة محاسبة الفاسدين. وهدد الطرفي في مقاطع مسجلة على “فيسبوك”، في أكثر من مناسبة، بالثأر للقتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات.

وتتزامن عملية الاغتيال الأخير مع موجة عنف جديدة ضد المحتجين في البصرة لليوم الثالث على التوالي.

وبحسب ناشطين فان “القوات الامنية اعتقلت 50 متظاهراً” في البصرة على خلفية أحداث ليلة الاحد.

العنف في البصرة

وقال احمد ستار، الناشط البصري لـ(المدى) ان “القوات الامنية لاحقت المتظاهرين في الازقة، واستخدمت العنف الشديد ضدهم”.

وكان متظاهرون قد تجمعوا مساء الاحد في وسط البصرة، ردًا على قيام القوات الامنية باقتحام ساحة البحرية قبل يوم وإحراق عدد من الخيم.

ويؤكد الناشط في البصرة ان “متظاهرين سمعوا نداءات من المحافظ اسعد العيداني الى قوات الشرطة بمنع اي تظاهرات في المدينة”.

ويهدد محتجون في البصرة بتصعيد الاحتجاجات ضد المحافظ، بعد تورطه باحداث عنف سابقة ضد المتظاهرين.

ويقول ستار ان “التظاهرات في البصرة موزعة الان بين احتجاجات للحصول على وظائف، واخرى للمهندسين، وثالثة أمام الموانئ”، مبينا ان تلك الطريقة “ستؤدي الى زيادة الجماهيرية وتقلل الاحتكاك مع القوات الامنية”.

المصدر