لنفكر قبل ان نصرخ… ماكرون الرسوم المسيئة (4)

137

لنفكر قبل ان نصرخ… ماكرون الرسوم المسيئة (4)

عبد الرضا حمد جاسم

اُناقش بعض ما ورد في خطاب الرئيس ماكرون والتي اثار ردود أفعال حادة ومن مستويات وظيفية /مسؤولية مختلفة وبأشكال مختلفة وصلت حد التشكيك بقدرات الرئيس الفرنسي العقلية كما كان في رد الصائد في الماء العكر اردوغان ومنها العبارة التالية: [الإسلام دين يمر بأزمة اليوم في جميع أنحاء العالم] انتهى

تعليق: الحقيقة استغرب هذه الضجة بخصوص هذه العبارة وكل الخطاب وهو ليس بجديد انما كان قد طرحة الرئيس الفرنسي ماكرون في بداية عام 2018 وامام رجال دين من الديانات الثلاثة حيث ذكر التالي: [الازمة الدينية التي يعيشها الإسلام على المستوى الدولي] انتهى

لماذا سكت المسلمون عن تصريح بداية عام 2018 وهاجوا وماجوا على تصريح نهاية عام 2020…هل يختلف التصريحان؟ الجواب عند الهائجين نعم يختلف فتصريح عام 2018 تكَّون من ثمان كلمات والثاني أي تصريح عام 2020 من تسع كلمات والأول وردت فيه عبارة جيدة وهي 🙁 على المستوى الدولي) والثاني وردت فيه عبارة فاشية نازية تحوي مضمون اجرامي وهي (في جميع انحاء العالم) والفرق كبير بين التصريحين كما تعرف دار الإفتاء وهيئة كبار العلماء وعلماء الاتحاد القره ضاوي. ولا نذكر رأي’’ الامام القائد’’ والحوزات الولائية وغير الولائية لأنها محاصرة سواء اعترضت او قاطعت البضائع الفرنسية وليس لديها صناديق سيادة تؤثر على الاقتصاد الفرنسي و’’’ الله ورسوله أوصى بغض الطرف عن’’ ملاعيب’’ الجياع والمحاصرين’’’

هل ما طرحه الرئيس الفرنسي جديد او فيه تحامل او عداء او استهزاء او إساءة للإسلام أو نبي الإسلام؟ الجواب عند هؤلاء نعم. أما عند المسلمين الواعين والمحبين لدينهم ونبيهم ومعهم المتفتحين العارفين بواطن الأمور من غير الدينيين او من الديانات الاخرى فلا وكلا كلا كلا.

لقد طرح الرئيس ماكرون هذا الطرح في لقاءه مع ممثلي الأديان الثلاثة بمناسبة العام الجديد 2018 وامام جمع غفير من ممثلي’’ السلطات الدينية’’ الثلاثة المسيحية والإسلامية واليهودية حيث قال التالي:

[((سيكون خطابي عن العلمانية محايداً، مباشراً، وصارماً…يجب ان نقوم معاً بعمل ما إزاء تنظيم الإسلام في فرنسا…هذا العمل هو الشرط الأساسي كي لا تقعوا في شراك انقسامات دينكم وفي فخ الازمة الدينية التي يعيشها الإسلام على المستوى الدولي.]

وأضاف: [يجب علينا في هذه السنة الجديدة أن نحُذَرُ من استيراد الاضطرابات الدينية التي تحدث في ارجاء العالم واحياناً في قلب الدين الواحد، وهنا أعني الإسلام بالذات وفي هذا الصدد فأن مسؤوليتكم ومسؤوليتنا عظيمة جداً))] انتهى

السؤال لماذا لم يعترض أحد على الرئيس ماكرون عام 2018 وكل المسلمين الذين حضروا اللقاء لهم ارتباطات خارج فرنسا بحكومات دولهم او تنظيماتهم السرية والعلنية الدينية والسياسية…؟ ولماذا لم يأخُذْ الموضوع نفس المساحة التي أخذها التأكيد عليه خلال الأيام الأخيرة؟

…الجواب كان الإسلام ونبي الإسلام لا يعنيهم كما في كل مسيرة حياتهم حيث يعنيهم الخضوع للقائد والامام ودار الفتوى التابعة لمخابرات دولها وليس لمراكزها الإسلامية.

هل تبدل القول او اختلف معناه؟ الجواب كلا…لكن تبدل الحاكم الآمر الناهي…وتبدل موقف أردوغان والجزيرة ظناً منهم ان الهيجان سيدفع فرنسا الى البحث عن معين للملمت الموضوع فتتقدم الجزيرة ويتقدم اردوغان لمعاونة فرنسا والرئيس ماكرون.

لا يفهم الهائجين ان فرنسا دولة غير اسلامية او شرق أوسطية وان هذه الخطوة وهذا الطرح جاء بعد دراسات وبحوث وتقارير إخبارية ومخابراتية واستشارات دولية ولقاءات لجان حزبية فرنسية واجتماعات طويلة. يتصور من هاج ان ماكرون كأي ملك او امير او رئيس عربي ومسلم حيث: [إذا قال صدام قال العراق]. ولا يعرف هؤلاء ان هذا القول جزء من استراتيجية فرنسا لهذا القرن ونتائجه ستُعمم على كل دول الاتحاد الأوربي وستًطبق بدقة و بتعاون تام.

هذا قول ضمن استراتيجية وضعتها فرنسا منذ ذلك الحين…إذن لماذا الان صدحت أصوات محبي محمد ابن عبد الله؟ الجواب هو الخيانة التي تربى عليها الاخوان المسلمين اتباع مسلمي’’ الدونمة’’ حيث اليوم الخلاف الفرنسي الاردوغاني/الاخواني على أشده وحيث ضرورة التغطية على عمليات التطبيع التي تجري في المنطقة بتعضيد من قطر وتركيا /الاخوان المسلمين ورغبة فرنسية من جانبين الأول هو مساهمتها في تعضيد دور السعودية والامارات والبحرين في عملية التطبيع وهذا ملموس في ردود أفعال قيادات هذه الدول ومراكزها الدينية التابعة لقياداتها السياسية وبالذات فتوى هيئة كبار العلماء في السعودية باعتبار تنظيم الاخوان منظمة إرهابية و هذا يعني تكفيرها و الدعوة للقضاء عليها وهذا ما ترغب به كل الدول الاوربية التي لمست خطورة تنظيم اخوان المسلمين و التي سيؤيدها العالم بأجمعه (دول) في ذلك. والثاني اغتنام الفرصة لتصفية الحسابات مع اردوغان واطماعه في شرق المتوسط وليبيا وكل شمال افريقيا وإلغاء الدور الذي اوكل اليه كنموذج إسلامي ديمقراطي، باتجاه تفتيت تركيا. اليكم تصريح وزير الخارجية الفرنسي يوم الاحد 22.11.2020:[لدينا الكثير من الخلافات مع انقرة بخصوص رغبة التوسع التركية وهي سياسة الامر الواقع في ليبيا والعراق وشرق المتوسط حيث يهاجم الاتراك عضوين في الاتحاد الأوربي هما اليونان وقبرص و في ناغورني قره باغ حيث يرسلون مرتزقة سوريين…وختم بالقول ان الاتحاد الأوربي اعلن في أكتوبر انه سيتحقق من موقف تركيا بشأن هذه المسائل خلال اجتماع المجلس الأوربي في ديسمبر بعد بضعة أيام. في تلك اللحظة سنتحقق من الالتزامات….]

السؤال الاخر هو: هل ما طرحه ماكرون صحيح ام تجنى فيه على الإسلام وعلى الرسول الكريم محمد؟

…جوابي انا وهو راسخ عندي من خلال معايشة وتجربه وهو ان الرجل كان صحيحاً وصادقاً وحريصاً وكان أفضل وأحرص من كل المليار والنصف مسلم في العالم من أئمة السلف الطالح الى الملوك والامراء والرؤساء والادباء و الشعراء والفلاسفة وأصحاب الشهادات والجوائز والمناصب والفقراء والاميين والعاملين والعاطلين والأغنياء والفقراء… ولوكان فيهم عاقل من الشيوخ الى حماة الحرمين واتباع أئمة السلف الطالح وأصحاب الحوزات الولائية وغير الولائية واصحاب الكرامات واصحاب العمامات الملونة و الاتحاد العالمي القطري لعلماء المسلمين ان يخروا راكعين مُبَجِلين لهذا الموقف (الماكروني) العظيم حيث هو الوحيد الذي قال الحقيقة بكل شجاعة و وضوح وهو يرى الخبث الذي ينخر في الجمعيات و المنظمات والاتحادات و العصابات و الشخصيات الإسلامية و التناحر بينهم و التكفير البيني الذي يخجل منه أي انسان في كل مكان. فأمة محمد الثائر أصبحت امة لا يوجد فيها شخص واحد لم يُكَفَرْ من عشرات الملايين من نفس الامة وبنص من نفس الكتاب والسُنة وهو يؤدي نفس الفرائض ويتقبل نفس القبلة ويطوف حول نفس البيت الحرام الذي ما طاف حوله شخص لم يؤَشَرْ عليه انه كافر وزنديق من قبل المسلمين أنفسهم. وكان عليهم إن احترموا أشرف الخلق ان يعتبروا ماكرون احرص انسان على الإسلام والرجل الأكثر جرأة وشجاعة في قول الحق.

لو يتم إحصاء الاساءات التي يتعرض لها الأشخاص الأحياء منهم والاموات بكل صفاتهم ومنازلهم في كل عمر البشرية في كل يوم لوجدنا ان أكثر من يُساء له من أتباعه ومحبيه هو نبي الإسلام محمد بن عبد الله وبالاسم وهنا أتذكر حالة في عراق صدام حسين حيث وصلت عقوبة الإساءة بالكلام الى شخص صدام حسين الى السجن مع قطع جزء من اللسان وربما الى الإعدام .انتشر كلام معناه ان الناس تكفر بالله و تقذف النبي و أصحابه و لا يعاقبهم أحد وعندما تَذْكُرْ صدام بقول غير لائق حسب حكمه فان العقوبة تكون بالسجن وقطع جزء من اللسان وربما الإعدام …وصل الخبر الى صدام حسين فأصدر قرار مجلس قيادة الثورة بالحبس ثلاثة سنوات لكل من يسيء للفظ الجلالة او النبي محمد وطبعاً لم يتعرض لهذه العقوبة احد لان تقارير السامعين لا تصل الى صدام انما تُمزق في حين تقارير الإساءة لصدام تصل بسرعة البرق الى اعلى المستويات وحتى تصل الى صدام حسين الذي يصدر الحكم اما بالإعدام او قطع اللسان و الحبس الشديد.

العالم الإسلامي ممزق حد العداء والدم والتكفير… ويكفي انه امة من أكثر من 70 فرقة، واحدة منهم الناجية ولا يعرف أحد من هم اتباع تلك الفرقة الناجية او مواصفاتهم او عددهم وبعملية حسابية بسيطة وعلى فرض ان عدد المسلمين في العالم هو مليار وثمنمئة مليون شخص (التقديرات تقول مليار وستمائة مليون وشيخ الازهر يقول مليارين) [يقول شيخ الازهر انه يمثل ملياري مسلم…سأعود الى مناقشة ما طرحه امام وزير الخارجية الفرنسي اخيراً].

ونأخذ عدد الفرق الإسلامية التي وردت في الحديث المنسوب الى محمد ابن عبد الله (احدى وسبعون واثنان وسبعون وثلاثة وسبعون فرقة) نأخذ الوسط هنا أي (اثنان وسبعون فرقة) واحدة منها ناجية والبقية الى بأس المصير وبعملية حسابية بسيط:

1800000000÷72=25000000 [فقط خمسة وعشرون مليون) وهذا لا يتجاوز ال(0.01%) من عدد المسلمين في العالم وهذا الرقم المتناهي في الصغر لا يُحسب حسابه في كل المعادلات الرياضية و الهندسية و الطبية و الفيزيائية و الكيميائية والاقتصادية هؤلاء احباب الله والنبي محمد، عليه فأن الإسلام يعيش ليس ازمة كما وصفها ماكرون انما تشقق وتلف و انحطاط وفق السلف الطالح. أن هذه الفرق متناحرة وتكفر بعضها وبينها انهار من الدماء منذ السقيفة الى اليوم عليه لا يوجد مسلم لم يكفره مسلم

إذن: الإسلام في ازمة بمقاييس أحاديث نبي الإسلام التي نقلها متفاخراً الجيل الحاضر من أجيال السلف الطالح ولا ذنب للرئيس ماكرون فيما نُسب اليه من انه يسيء للنبي الكريم محمد ابن عبد الله…

لو نعود الى حال اليوم و بعد ان نقدم الشكر و الثناء للرئيس الفرنسي الذي طرح هذا الطرح الشجاع والمفيد والصحيح وقال ما يخجل ان يقوله المسلمين المنافقين اتباع الفرق التالفة او الفقراء المغضوب عليهم اتباع الفرقة الناجية نجد ان أكثر/أغلب القتلى منذ عام 2000 لليوم هم من المسلمين وبأيدي المسلمين وبفتاوى أطلقها رجال الدين الإسلامي معتمدين على نصوص من القرآن والسنة واصحاح السلف الطالح وبدعم من أصحاب الرسوم المسيئة الاولين الذين نقل منهم رسامي الأسبوعية الفرنسية (شارلي ايبدو) الذين لم يأتوا بأي جديد عن الثائر العظيم محمد حيث اقتباساتهم جميعها من كتب السلف الطالح المقدس لدى المسلمين.

ومن صور المشاكل التي يعيشها الإسلام اليوم والتي عناها الرئيس المؤمن ماكرون (رض) هي ان اسلام اليوم بكل فرقه ال72 لا يحترمون العلم ولا الحق ولا القراءة ولا الصدق ولا الوفاء ولا العمل ولا العدل ولا الامن و الأمان…أمرهم دينهم ونبيهم بالصدق وهم الكاذبون امرهم بالعدل وهم للعدل كارهون امرهم بالرحمة وهم لها قاتلون امرهم ب(اقرأ) وهم الامة الامية الأولى في العالم امرهم بالصدق وهم عن الصدق زائغون امرهم بالتقوى وهم بها يستهزئون امرهم بالنظافة وهم الأكثر قذارة بين الأمم امرهم بالميزان وهم أئمة الغش والاحتيال امرهم بالقربى وهم لأجسادهم ممزقون امرهم بالعفة وهم لها مخاصمون امرهم بالمساواة وهم لها لغاصبون امرهم و علمهم ان قتل النفس بغير حق كقتل الناس اجمعين وهم بالقتل بغير حق يتفاخرون امرهم بالرحمة وهم لبعضهم لا يرحمون. يقولون قال لهم نبيهم جارك ثم جارك ثم جارك وهم قتلوا جيرانهم افراداً و اُسراً و جماعات و دول وانتهكوا حرماتهم وسرقوا أموالهم ويتموا أطفالهم واستحلوا نسائهم…

حتى قال أحد أئمة المسلمين انه وجد في الغرب الإسلام ولم يجد المسلمين

كل أصحاب الديانات يجلون انبيائهم إلا المسلمين…غير المسلمين يبحثون عن عظمة من عظام كلب نبيهم ليعتزوا بها او حتى عظمة وضعها كلب نبيهم في فمه يوماً ليفرحوا بهذا الأثر الكبير والمسلمين هتكوا بيت نبيهم ولليوم يتفاخرون ويعتبرون من داس حُرُمْ بيت نبيهم بأنهم أولياء صالحين وامراء المؤمنين ومن المبشرين بالجنة…

فتشوا كتب المسلمين المقدسة ستجدون الكم الهائل من الإساءة لنبيهم وبتلك الإساءة يفتخرون ويقدسونها ويقدسون تلك الكتب وكاتبيها.

اعلاه هو الجواب على السؤال الذي طرحه البعض: لماذا يُسمح بإهانة رمز ديني يؤمن بقدسيته أكثر من مليار ونصف المليار مسلم من بينهم ملايين ممن يعيشون في أوربا؟

……………………

يتبع لطفاً

المصدر