قرار بإغلاق منفذ طريبيل 13 ساعة يوميًا بسبب نشاط داعش

262

بغداد/ وائل نعمة

لحين وصول تعزيزات عسكرية، ستغلق السلطات العراقية طريق طريبيل الدولي الواصل الى الحدود الاردنية 13 ساعة يوميا بسبب تهديدات داعش.

وكانت اطراف سياسية مرتبطة بطهران منعت قبل 3 سنوات، ابرام عقد مع شركة اميركية لتأمين واستثمار الطريق التجاري، بسبب جنسية الشركة.

وتبلغ ايرادات المنفذ الحدودي في محافظة الأنبار، في اليوم الواحد 2.3 مليار دينار – بحسب بيان لهيئة المنافذ الحدودية في آب الماضي- فيما يهدد الاغلاق الجزئي بتراجع تلك المبالغ.

ويقول عماد الدليمي، قائقممام الرطبة في اتصال مع (المدى)، امس، انه “تم الاتفاق مع قيادة العمليات في الانبار باغلاق المنفذ من الساعة 5 مساءً الى الساعة السادسة 6 صباحًا”.

وعزا الدليمي الاغلاق الى زيادة نشاط تنظيم داعش في الطريق الدولي الممتد على طول 360 كم، ويبدأ من الرمادي الى الحدود الاردنية.

وتمكن التنظيم مساء الاحد، من نصب سيطرة وهمية وقتل موظف حكومي، وخطف مدني آخر على الطريق الدولي.

وتراجع داعش عن اسلوب نصب الحواجز الوهمية على الطرق، منذ اكثر من عامين، مع تقلص نفوذه في البلاد، فيما يؤشر الحادث الاخير الى زيادة نشاطه في الانبار.

من المسحك إلى الصكار

ووفق مصدر امني في المحافظة تحدث لـ(المدى) ان “الهجوم جرى في الساعة الـ6.30 مساء يوم الاحد، في منطقة الصكار التي تبعد 90 كم شرق قضاء الرطبة”، مبينا ان “المسلحين نصبوا سيطرة بملابس عسكرية واوقفوا سيارة موظف في دائرة جنسية الرطبة، وقتلوه ثم احرقوا عجلته”.

والحادث الاخير، هو الهجوم السادس الذي ينفذه التنظيم في تشرين الثاني الحالي ضد متعاونين مع القوات الامنية والحكومة في المناطق ذات الاغلبية السُنية.

وقتل التنظيم الجمعة الماضية، ضابطا برتبة رفيعة وعددا من مقاتلي الحشد العشائري بينهم اشقاء وأقارب بهجوم نفذه في قرية المسحك شمالي صلاح الدين.

واختطف وقتل التنظيم منذ بداية الشهر الحالي، 33 شخصًا (مع حادث الرطبة الاخير) من المتعاونين مع الاجهزة الامنية وموظفين، فيما يعتمد الاخير على شبكة من المصادر داخل تلك الأجهزة تسرب له المعلومات.

وسبق وان كشفت (المدى) انه بمرور الذكرى السنوية الأولى لمقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي، دشن التنظيم، بحسب مصادر، خطة جديدة تستهدف المتعاونين مع الحكومة من أبناء شمال بغداد.

وفي 27 تشرين الأول 2019، قتل البغدادي بغارة أميركية على شمالي سوريا، بعد سنوات من اختفائه عن الأنظار.

ويطلق التنظيم اسم “المرتدين” على الأشخاص الذين يتعاملون مع الحكومة في المناطق المحررة، في إشارة الى تراجعهم عن المذهب السُني لصالح الشيعي الذي تمثله الحكومة بحسب وجهة نظر التنظيم.

وقبل ان ينسحب المسلحون، كانوا قد سرقوا شاحنة تحمل منظفات قادمة من الاردن، وحاولوا بحسب المصدر “اخذ الشاحنة الى الصحراء لكنها غرزت في الرمل فاضطروا الى احراقها”.

وحتى الان لا توجد معلومات عن سائق الشاحنة، فيما كان داعش، وفق المصدر، قد اعدم شخصا اختطفه مع اقاربه قبل اسبوعين من قرية شمال الرطبة.

والمختطف الذي اعدمه التنظيم، كان من المتعاونين مع القوات الامنية، فيما افرج داعش حينها عن 3 من اقاربه اختطفهم مع الضحية الاولى، اثنين منهم اشقاء، في قرية الناظرة، 20 كم شمال الرطبة.

وكان قبل ذلك بأسبوع، اعلن تنظيم داعش اعدام مهندس يعمل مع الامم المتحدة، لإعادة اعمار جسر دمره التنظيم في الطريق الدولي.

وتبين بعد ذلك ان المهندس عامر جدعان الفهداوي، الذي اختطفه التنظيم في شرق الرطبة وأعدمه بعد اسبوع، كان يعمل سابقا مع احد الوية الحشد العشائري في الانبار.

رفض الشركة الأميركية

وسبق ان حاول رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، حين اعاد افتتاح طريبيل في 2017 (بعد 3 سنوات من الاغلاق)، ان يوظف شركة اميركية لحماية وتطوير الطريق، بسبب اهمية المرور التجاري وصعوبة تأمينه.

ويقول قائممقام الرطبة ان “الاغلاق للطريق الدولي (يغلق من جهتي الرمادي والمنفذ) سيؤثر بالتأكيد على النشاط التجاري، ولكننا سنضطر لذلك لحين وصول تعزيزات أمنية”، مشيرا الى اننا “بحاجة الى لواءين على الاقل لتأمين الطريق”.

وكانت بعض الاطراف الشيعية المؤيدة لطهران، بحسب مسؤولين تحدثوا حينها لـ(المدى)، قد اعترضوا آنذاك على ان تقوم اميركا بحماية الطريق الدولي.

في ذلك الوقت كانت فصائل مسلحة تتنافس مع القوات الامريكية للسيطرة على الحدود، فيما فسر حينها بان طهران تسعى للحصول على جهات صديقة عن تلك المنافذ المهمة التي تطل على سوريا والاردن.

وقال قيس الخزعلي، زعيم حركة عصائب أهل الحق، حينها “عندما تسلم الحكومة العراقية الطريق (…) لشركة أمنية أمريكية لتأمينه، فإن هذا الأمر يجب أن لا يمر مرور الكرام، وعلينا الوقوف أمامه”.

وكان من المرجح ان تبدأ شركة مجموعة الزيتونة للخدمات الامنية (olive group)، عملها في تموز الماضي 2017 بعد زيارة ميدانية يتيمة الى الطريق لكنها لم تعد مرة اخرى، كما انها اتهمت حينها بانها (الشركة) الاسم البديل لشركة “بلاك ووتر” المسؤولة عن قتل عراقيين في 2007.

وبحسب العقد كان من المفترض ان تقوم الشركة الاميركية بمهمة تأهيل الطريق الدولي وانشاء مطاعم واستراحات ومحطات وقود، وتوفير حماية تمتد لمسافة 5 كم على جانبي الطريق.

النصر المتسرع

ويحيط بالطريق الذي يقع وسط صحراء واسعة، عدد من الأودية التي اقترن اسمها بتنظيم داعش، مثل وادي حوران، الذي شهد انطلاق التنظيم منه في نهاية 2013.

وينتقد نعيم الكعود، وهو رئيس لجنة الامن في مجلس محافظة الانبار (المنحل)، ما أسماها “البيانات المتسرعة” لاعلان انتهاء داعش من العراق.

واضاف الكعود في اتصال مع (المدى)، امس، ان “داعش مازال متواجدا بالمئات في الصحراء، ولا يمكن السيطرة عليه بدون طائرات مسيرة وتفعيل الجهد الاستخباري”.

وتقع النقاط العسكرية والامنية في طريق الرطبة على مسافات تبعد الواحدة عن الاخرى من 3 الى 4 كم، وهو ما يجعل داعش يتحرك بسهولة بين تلك الفراغات.

ويدعو الكعود وهو زعيم عشيرة البو نمر التي حارب تنظيمي القاعدة و”داعش”، الى تجنيد المزارعين والرعاة “لتحديد حركة المسلحين في الصحراء والمناطق النائية”.

المصدر