في رثاء الراحلة (نظيرة اسماعيل كريم)

177

عبد الستار نورعلي

لأنّك (نظيرة/نزّو)…

عبد الستار نورعلي

“يا مطراً، يا شجني،”

نقّي عروقَ البدنِ

منْ سيلِ هذي المِحَنِ

بعادياتِ الزمنِ

* * *

يا نزّو ،

أيُتُها الغائبةُ الحاضرةُ،

هل أكتبُ فيكِ شعراً موزوناً مقفىً، في زمنٍ بلا وزنٍ ولا قافيةٍ،

أم أخاطبُكِ قلباً لقلبٍ، بلا قوالبَ جامداتْ؟

بقيتُ أياماً وساعاتْ، أقلّبُ قلبي وعيني ووجهي والكلماتْ.

كلُّ شيءٍ صامتٌ جامدٌ، كأنّ على رؤوسنا الطير!

وكلُّ عِرقٍ فينا يهتزُّ منْ وقعِ الأخبارِ الداجياتْ،

في زمنِ الصاعقاتِ الماحقاتْ،

والسياساتِ الرعناواتِ الخزعبلاتْ،

وزمنِ هذا اللعينِ المخلوقِ خلفَ سوادِ الأكماتْ:

لأنّكِ قمري،

فلا قمرَ يأفلُ في عيني،

لأنّي أحبُّ البازغين.

لأنّكِ شمسي

فلا شمسَ تغربُ عن سمائي،

لأنّي أحبُّ الساطعينْ.

لأنّكِ نبضي،

فما زالَ الدمُ دافقاً في قؤادي

متينَ الوتينْ.

لأنّكِ سُحُبي المُثقلاتُ

فما زالَتِ الروحُ تُمطرُ،

ولا تستكينْ.

لأنّكِ دفءٌ،

فمازالَ الواردون ببابكِ صفّاً

مليءَ الحنينْ.

أيا واحةً منْ حنينْ!

* الراحلة نظيرة اسماعيل كريم (نزّو): هي ابنة شقيقتي الكبرى (أم عدنان)، كانت شاعرة بالعربية والكوردية، وقاصّة، تتقن اللغات الفارسية والكردية والانجليزية الى جانب العربية، ومترجمة منها واليها جميعاً. تخرّجتْ من كلية العلوم ـ قسم الجيولوجيا / جامعة بغداد بدرجة امتياز. عملتْ مدرسةً في كلية الهندسة/قسم جيولوجيا النفط/جامعة بغداد في سبعينات القرن المنصرم. كانت ناشطةً مدنيةً في مجال حقوق الإنسان، رئيسة (منظمة الكورد الفيليين لحقوق الإنسان). لها مؤلفات وبحوث في المجالات الأدبية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. حازت على جوائز تكريمية عديدة. انتقلت الى رحمة الله تعالى صباح الأحد 25.10.2020 إثر اصابتها بالكورونا.

عبد الستار نورعلي

الأربعاء 28.10.2020

نماذج من شعر الراحلة نظيرة اسماعيل كريم:

((ومضات شعرية))

1 لا تكبتْ مشاعرَك عندما تشعرُ بالضيقِ أصْغِ لنداء الموسيقى واتركْ الروحَ في متاهات الخيالِ تجوب، تحلمُ بما تُريد. وإنْ كنتَ تراه محالاً، يارفيقي، دعْها تكتفي بالتحليق.

2 كم ناجيتك ايُّها القمر، ياجاري الجميل، وشكوتُ لك في ليالي الألم أحزاني كنتَ خيرَ مستمعٍ لشكاوى الفؤاد وخيرَ صديقٍ يمسح أدمعي أحبّـك ياقمري، فأنت وأنا منذ سنين أفضل الجيران

المصدر