عْاشُورْاءُ السَّنَةُ السَّابِعة (٨) [السِّياسةُ في عاشُوراء..مسؤُوليَّة]

355

نــــــــــــزار حيدر

الذينَ يريدُون تغييب البُعد السِّياسي عن عاشوراء هُم؛

*الأَمويُّون ومَن يسير على خطِّهم إِلى يومِ يُبعثون، لأَنَّ عاشوراء ببعدِها السِّياسي تفضحهُم وتُعرِّي شرعيَّتهم [الدينيَّة] فعندما نعرِف أَنَّ إِماماً معصوماً سِبطاًلرسولِ الله (ص) وهو أَحد المعنيِّين بقولِ الله تعالى {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَاوَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} قال عنهُ رسولُ الله (ص) {حُسَينٌ مِنِّي وأَنا مِن حُسَينٍ} رفضَ البيعةَ ليزيدٍ ورفضَ خلافتهُ واعتبرها مصيبةًعظيمةً تحِلُّ بالأُمَّة، فسنتيقَّن بأَنَّ هذهِ الخِلافة مطعونٌ في شرعيَّتها وأَنَّ البَيعة لا تصحُّ بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكال.

ولذلكَ فلقد بذلَ الأَمويُّون [فُقهاء بِلاط، وُعَّاظ سلاطين، مؤَرِّخون، مُفسِّرون، عُلماء كلام، كُتَّاب، مُحلِّلون] ما بوسعهِم لإِخفاءِ هذهِ الحقيقة التي يُثبتها البُعدالسِّياسي في نهضةِ الحِسين السِّبط (ع) فبرَّروا وتفلسفُوا وتمنطقُوا وتكلَّموا من أَجل التَّقليل من أَهميَّة هذا البُعد ببثِّ أَعظمِ أَكاذيبهِم المُضلِّلة [لقد قُتلَ الحُسينبسيفِ جدِّهِ] ليسلبُوا الشرعيَّة من خروجهِ [السِّياسي] على الحاكِم والخليفةِ الفاقدِ للشرعيَّة.

وهذهِ كُتب القَوم تشهدُ على جهودهِم بهذا الصَّدد! فكلُّها تدورُ حَولَ موضُوع [حُرمةُ الخروجِ على الحاكمِ الظَّالم].

وكُلُّنا إِطَّلعنا على تعلُّل [الدَّولة المِصريَّة] بكُلِّ مؤَسَّساتِها [الدينيَّة والمدنيَّة] لتمنعَ تنفيذ مشرُوع مسرحيَّة [الحُسين ثائِراً] و [الحُسين شهيداً] للكاتِبِ القديرالمرحُوم عبد الرَّحمن الشَّرقاوي عام ٢٠٠٠ كَونَ النَّص ينسِف نظريَّة [التَّوريث] في الإِسلام!.

*جهَلَة الشِّيعة من الذين لا يُريدونَ أَن يتحمَّلُوا مسؤُوليَّةً من أَيِّ نوعٍ كان إِزاء عاشوراء.

فهؤُلاء إِذا أَرادُوا أَن يبسطُوا الحديث عن البُعد السِّياسي في عاشوراء ويتوسَّعونَ فيهِ فسيُحمِّلهم مسؤُوليَّات سياسيَّة تمُسُّ الواقع ويتطلَّب منهُم التصدِّي ولَونظريّاً لإِنحرافات السُّلطة والخِلافة والبَيعة، خاصَّةً وأَنَّ عاشوراء حدَّدت معايير كلَّ ذلك، فإِمّا أَن تعترفَ وتُسلِّم بها وعندها فستفرض عليكَ واجبات وإِلتزامات[سياسيَّة] في إِطار مفاهيم عاشوراء، أَو أَنَّك تعتبرها حركة إِلهيَّة غَيبيَّة لا علاقةَ لها بشيءٍ من أُمور الدُّنيا، وبذلكَ تخلق الذَّريعة لتنهزمَ من كلِّ إِلتزام {وَكَفَى اللَّهُالْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ}.

فلقد دعا صاحبُ حُسينيَّة خطيباً يرتقي المِنبر أَيَّام مُحرَّم الحرام.

في اللَّيلة الأُولى أَطلقَ الخطيبُ على عاشوراء صِفة [ثَورة] فاعترض عليهِ صاحب المَوكب وطلبَ منهُ تخفيف حِدَّة المُصطلحات التي يستخدمها فَوق المِنبر.

في اللَّيلة الثَّانية سمَّاها [خروجاً] لينزلَ من المِنبر ليواجهَ صاحبهُ قائلاً لهُ؛ شيخنا لو تُخفِّف من حِدَّة مُصطلحاتِك أَكثر.

أَمَّا في اللَّيلة الثَّالثة فأَطلقَ عليها مُصطلح [النَّهضة].

لم يتحمَّل صاحب المَوكب فقد ضاقَ ذرعاً بمُصطلحاتِ الخطيبِ فهدَّدهُ بالطَّرد إِذا لم يلتزم بما يقولُ لهُ.

صعدَ الخطيبُ المِنبر في اللَّيلة الرَّابعة وأَخبر المُعزِّين بأَنَّ الحُسين (ع) لم يُقتل في كربلاء لأَنَّهُ خرجَ على [الحاكِم الظَّالم] وإِنَّما ضلَّ طريقهُ فماتَ مِنالعطش!.

بعضُ المِنبريِّين لا يُريدونَ أَن يتورَّطُوا معَ السُّلطةِ وزبانِيتِها، أَو معَ [العِصابةِ الحاكمةِ] وأَحزابها الفاسِدةِ والفاشلةِ، وأَحياناً لا يُريدُون أَن يتورَّطوا معَ [جهَلَة] المُجتمعِ وعَوام النَّاس و[الغَوغاء] فيُخفي نِصفَ الحقيقةِ [البُعد السِّياسي في عاشُوراء] بل كُلَّها، وهذهِ خيانةٌ ما أَعظمها مِن خيانةٍ على طريقةِ الذي دعا النَّاسإِلى تركِ الصَّلاةِ عندما ساقَ لهُم نِصفَ الآيةِ الكريمة {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ} ولم يذكرها كاملةً {وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ}.

إِنَّهُ التَّضليل بلباسٍ مُقدَّسٍ!.

٢٦ آب ٢٠٢٠

لِلتَّواصُل؛

E_mail: [email protected]

‏Face Book: Nazar Haidar

Twitter: @NazarHaidar2

Skype: nazarhaidar1

WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

المصدر