طلبة متفوقون كسروا حاجز المرض والفقر لتحقيق الأحلام

272

بغداد – واع – فاتن حسين
شقوا من المستحيل طريق الأمل، وحلموا حتى حققوا بسعيهم المتواصل ومثابرتهم المستمرة ما كان مستحيلاً يوماً، فمواقع التواصل الاجتماعي ضجت بعدد من الطلبة الذين تفوقوا بمعدلات عالية في مرحلة السادس الاعدادي بالرغم من فقدانهم لأبسط مقومات الحياة، فقد كسروا قيود المرض والفقر حتى أصبحوا إنموذجاً مشرفاً للعراق ولفتوا أنظار الحكومة والمسؤولين.
وكالة الأنباء العراقية(واع)، سلطت الضوء على هذا الموضوع والتقت الطالب أحمد مثنى، الذي أبهر الجميع بعمله المسائي في أمانة بغداد، إضافة إلى دراسته، وقال: أنا "أعمل بأجور يومية بصفة عامل نظافة، نجحت من السادس بالفرع العلمي الإحيائي وبمعدل 96٪، وأحلم أن أدخل كلية الطب العام لأتخصص بجراحة الدماغ، لذلك أنا أعول على حكومتي وجميع المسؤولين بمساعدتي لتحقيق حلمي الذي كبر معي منذ الصغر، فبالرغم من ظروفي المستحيلة لإكمال دراستي حققت هذا المعدل بجهودي الشخصية".
وأضاف: "ساعات عملي تبدأ من الساعة الـ 6 عصراً إلى الساعة 12 بعد منتصف الليل، آخذ قسطاً من الراحة ثم أبدأ بمشوار دراستي من الساعة 2 صباحاً، لليوم التالي حتى يحين موعد عملي، أما فترة نومي فهي لساعتين أو 3 ساعات فقط".
وتابع: "لم أعتمد على الدروس الخصوصية وذلك لعدم إمكانيتي المادية لدفع الأجور المالية، حيث كنت أستعين بالملازم وأعتمد على نفسي في القراءة، وألجأ إلى اساتذتي في المدرسة في المواد التي يصعب علي فهمها"، واختتم بالقول: " چنت الليل ما نامه والله".
كفيفة نجحت بمعدل 99.6%
واصلت البصيرة مشوارها الدراسي وأتمته على أحسن وجه، ولم يستطع فقدان بصرها أن يكبل حلمها حتى حققت معدلاً هو 99.6% في الامتحان النهائي لمرحلة السادس الاعدادي.
الطالبة البصيرة إيناس عادل من البصرة،أوضحت: "حصلت على معدل 99.6% بتعب وجهد كبيرين، خصوصاً بعد تحول التعليم إلى الكتروني، ما ضاعف التعب علي، حيث كنت أحفظ المواد الدراسية عن طريق الاستماع والتلقين".
وتضيف إيناس: "حلمي هو أن أدخل كلية قسم اللغة الانگليزية، لأني أحب هذه المادة منذ صغري، وأسعى أن أكون الاولى في الجامعة".
وأكدت: "أسرتي دعمتني بمشواري الدراسي، وبذلت أقصى جهودها حتى أصل لمراحل متقدمة في تحصيلي العلمي، فهي أهم الركائز التي أستند عليها وبها استطعت تحقيق ما أحلم به".
تغير الواقع
محمد عبدالله ابراهيم من منطقة الزوية بمحافظة صلاح الدين، قال: "أنا من عائلة متعففة ووالدي مريض، ونجحت بمعدل 99.33 من السادس الاعدادي إحيائي".
وأردف بالقول: "بتعبي وجهدي ومن دون مساعدة أي شخص، حققت النجاح، واستطعت أن أوصل رسالة لكل الطلاب انه بالاجتهاد والاصرار يستطيع كل شخص أن يغير واقعه ومستقبله للأفضل".
مؤسس البيت العراقي للابداع هشام الذهبي، الذي بنى داراً للأيتام والمشردين، ويحاول أن يجعل منهم جيلاً مثقفاً ومتعلماً تمكن أحد ابناء هذا الدار وهو علي سعد حمزة من الحصول على معدل 90.50 .
هشام الذهبي أوضح في أحد منشوراته، أن "ابنه علي أحد الطلبة المجتهدين ويطمح بأن يكون طبيباً، فهو مجتهد لدرجة أخاف على صحته لكثر ساعات الدراسة المتواصلة حتى يصل لمرحلة الاجهاد".
وأضاف أن "النتيجة التي حصل عليها علي كانت أقل من توقعاتنا ما دخل في حالة حزن شديد، لذلك سأسعى له، حتى لو وصل بي الأمر لأبيع ثيابي من أجل أن أحقق حلمه".
أما زهراء حسن جابر من محافظة النجف، التي تقاوم مرض السرطان بمراحله المتقدمة، وتفوّقت لتكون من الأوائل على العراق في الامتحانات الإعدادية/الفرع الأحيائي.
ووجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، يوم أمس الجمعة، بتكريم الطلبة المتفوّقين أصحاب المنجز الاستثنائي في نتائج الامتحانات الإعدادية وتسهيل إجراءاتهم واحتياجاتهم، بما ييّسر سبل استكمالهم لدراستهم، أو تلقي العلاج لمن هو بحاجة إليه.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، استقبل عدداً من الطلبة المتفوّقين، من أصحاب المُنجز الاستثنائي في نتائج الدراسة الإعدادية".
وأضاف أن "الكاظمي استقبل كلاً على انفراد، الطالبة (زهراء حسن جابر) من محافظة النجف، التي تقاوم مرض السرطان بمراحله المتقدمة، وتفوّقت لتكون من الأوائل على العراق في الامتحانات الإعدادية/الفرع الأحيائي، كما استقبل أيضاً الطالب (أحمد مثنى) من محافظة بغداد، الذي أحرز مراتب متفوّقة، إلى جانب عمله كعامل وقتي للنظافة في أمانة بغداد".
وتابع المكتب أن "الكاظمي كان قد استقبل الطالبة الكفيفة (إيناس عادل خضير ودي)، من محافظة البصرة، التي تفوّقت في نتائج الامتحانات الإعدادية/الفرع الأدبي".

المصدر