رسالة إلى حكام العراق: “ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب”

637

لقد وصل الفساد لدى حكومة بغداد إلى درجة ذكرتنا بما حصل لقوم نبي الله لوط عليه السلام من عذاب اليم. فقد كان قومه يعملون الخبائث ولم يتوبوا منها ويرفضوا الاصلاح. فاستنجد نبيهم بالله والمصلحين من قومه عليهم قائلا “لو أن لي بكم قوة أو اوي إلى ركن شديد”. لكنهم استمروا في عمل الخبائث دون وازع ونتيجة لاستهتارهم وغيهم وتماديهم في فعل الفواحش والسيئات عجل الله عليهم العذاب. فقالت الملائكة حينذاك للوط “ان موعد الصبح أليس الصبح بقريب”. أي أن عذاب الله الاليم قريبا جدا وطلبت منه الملائكة أن يذهب وقومه المصلحين الى مكان امن. عندها وفي الصباح الباكر سيحل وينزل عل قومه المفسدين عذاب الهي شديد. هذا العذاب استاصل ودمر قرية سدوم. فاصبح عاليها سافلها ولعذاب الآخرة اشد لو كانوا يعلمون. لا بد أن يعلم حكام العراق بأنهم لا يعجزون الله وان فسادهم قد تجاوز فساد تلك القرية التي كانت تعمل الخبائث. نحن نستنبط ونقص قصص القران من الأقوام التي سبقتنا ولا نعلم الغيب. لكننا نعتقد بأن جرائم وفساد الطبقة العراقية الحاكمة ببرلمانها ورئاساتها الثلاثة الفاسدة المفسدة قد تعدت فساد قوم لوط. إذ كان فسادهم موضعيا يتعلق بفعل الخبائث بين الرجل والرجل أو المرأة والمراة ومحليا يتعلق بقرية سدوم فقط. اما فساد السلطة العراقية تعدى كل الحدود من سرقة وغش وخداع وطائفية وتخريب وتهجير وشرها اتسع ليشمل الملايين من العراقيين. نتسائل ويتسائل معنا ملايين العراقيين إلى متى سيبقى الخونة والظالمين يعيثون في أرض العراق فسادا بعد أن استباحوا البلاد من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها. فضيعوا هويته وعقيدته وافقروا شعبه وخربوا بنيانه وعمرانه وسرقوا ثرواته. من المعلوم ان الله يمهل ولا يهمل وغضب الله اذا حل بقوم لا يرد ولا يفيد الندم انذاك. نخاف اليوم أن يحل غضب الله على العراق بعد ان وصل فساد الطغمة الحاكمة الى مستوى قياسي نخاف فيه ان يعجل الله علينا العذاب جميعا كما عجله على قوم عاد وثمود ولوط. فقد قال تعالى “واذا اردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرها”. كما ان العذاب عندما ينزل سيعم حتى المؤمنين خصوصا الجبناء الخائفين الذين لا يامرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر. قال تعالى “واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة”. كما ان هناك حديث قدسي يقول ان الله اوحى لنبيه شعيب اني مهلك من قومك مئة الف: أربعين الف من الأشرار وستين الف من الاخبار. فقال شعيب يارب علمنا ذنب الأشرار فما هو ذنب الاخيار. قال أنهم كانوا لا يامرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر. انه تحذير للمتقاعسين والخائفين من الصدع بكلمة الحق. ليس لنا بد بعد أن تمادى حكام العراق في فسادهم وافسادهم من أن نحذرهم وللمرة الأخيرة أن يعودوا لرشدهم ويصلحوا أحوال العراقيين. أو ان ينتظروا عذاب السماء: فلنتذكر بأن العراقيين عندما تركوا الاضطلاع بمسؤليتهم لتاطير اولي الأمر واجبارهم على سلوك طريق الاصلاح الحقيقي. عذبهم الله بالحرب العراقية الايرانية عام 1980 لمدة ثمان سنين. ثم تبعته محنة غزو الكويت 1990 فالحصار الاقتصادي الظالم. ثم جاء الغزو البربري الأمريكي عام 2003 وما بعده من حروب طائفية وارهاب وقتل وتهجير. لقد عانى الشعب العراقي طيلة الأربعين سنة المنصرمة بلاء الخوف الجوع ونقص من الأموال والانفس والثمرات. لكن يبدوا أن هذه الرسائل الإلهية من مسبب تلك الاسباب لم تجدي نفعا. فاليوم بعد اشتداد وطئة الظلم وتوسع رقعة الفساد. نخشى أن يبعث الله علينا عذاب من السماء كالصاعقة أو الرجفة أو الريح العقيم أو يقلب الله البلاد ليكون عاليها سافلها. فياحكام العراق لقد مقتكم الله وشعبكم بشيعته وسنته ومسيحييه وعربه واكراده بل مقتكم حتى من نصبكم أمريكا وإيران فسادكم انذار لنزول غضب الله علينا جميعا. في حين ان الله اعزنا واكرمنا بعد أن خلقنا في هذه الحياة وفضلنا على بقية خلقه وسخر لنا السماوات والارض لنحيا سعداء احرار اسياد انفسنا. فقال “ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا”. لذا ينبغي أن يعيش العراقي حر مستقل عزيز كريم ولا يقبل ابدا بالذل والمسكنة والعبودية لاحد غير الله. الدكتور نصيف الجبوريالمصدر