رئيس الوزراء العراقي يستعرض مسيرة حكومته خلال 6 أشهر وطموحاتها للعام المقبل

258

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي 03 يناير 2021 01:10 ص

مباشر: قال مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء العراقي: “نبدأ عامنا بالأمل، المحنة قد عَدّت، ونفتتح عهداً جديداً نحتاج فيه الى التماسك والاستمرار في منهج الإصلاح”.

ووصف الكاظمي العام الماضي، خلال جلسة حوارية مع عدد من الوزراء وأساتذة الجامعات والمحللين السياسيين اليوم السبت، بأنه قد كان صعبا على الإنسانية مع تفشي وباء كورونا، والأزمة الاقتصادية، وتحديات أمنية وسياسية، وفي العراق كانت الأزمة أكثر تعقيداً، مضيفا “خسرنا أرواحا غالية، وعانينا كثيرا”.

وقال الكاظمي ، إن الأزمة والحراك الاجتماعي بكل ما نتج عنه، يمثلان ناقوس خطر للجميع، وبأن الوطن في خطر .. الشعب فقد ثقته ليس بالقوى السياسية فحسب، بل بالدولة ومؤسساتها.

وأضاف الكاظمي أن “الحكومة التي تشرّفت بتكليف قيادتها جاءت وسط كل هذه الأزمات الكبرى، وعملت منذ اللحظة الاولى على تفكيك هذه الأزمات وتقليل آثارها على شعبنا ومستقبل أجيالنا، وأبعدنا شبح صراع إقليمي ودولي كان من الممكن أن يدخل العراقي في سلسلة طويلة من الحروب”.

وأشار رئيس الوزراء العراقي، إلى استعادة الدولة عافيتها وثقتها بإمكاناتها في 6 أشهر الماضية، متابعا: القوات الأمنية أصبحت أكثر ثقة وصلابة واستعادت علاقتها مع الناس، والجيش أضحى اليوم أكثر انسجاماً، وهو مستعد في أي لحظة لحماية الشعب ضد أي خطر.

وعلى مستوى العلاقات الخارجية، قال الكاظمي، أنه يستطيع أن يقول بثقة اليوم إن 6 أشهر من عمل هذه الحكومة كانت كفيلة بأن يتمتع العراق بأقوى منظومة للعلاقات والثقة الإقليمية والدولية به وبحكومته لم يشهدها منذ عقود طويلة.

وأضاف الكاظمي، “اليوم كل جيراننا وكل العالم يسعون الى دعم العراق والتعاون لنهضته من كبوته .. أدرك الجميع أن التوازنات الإقليمية والدولية بحاجة الى عراق قوي متماسك موح، وهذا لم يأت من فراغ بل من عمل وجهد وحسن نية وصراحة في التعامل مع الجميع”.

أما على مستوى الانتخابات المبكرة، قال الكاظمي: إنها كانت مطلب الجماهير والمرجعية، فقد قطعنا أشواطا كبيرة فيها، لدينا الآن قانون انتخابي ومفوضية ناجزة، وقانون تمويل للانتخابات، ولم يبق أمامنا سوى تشكيل المحكمة الاتحادية التي نعمل عليها مع السلطات الأخرى بكل قوة.

وألمح رئيس الوزراء العراقي، بتأثر المواطنين كثيرا بالأزمة المالية، مثلما تأثر العالم بالأزمة الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا، قائلا: “ولكن وقعها على العراق كان أصعب .. وللأسف الحكومات السابقة لم تخطط لمثل هذه الأزمات”.

وأضاف رئيس الوزراء، أن العراق لم يشهد أي تنمية، بل تم تدمير صناعته وزراعته وتعليمه ونظامه الصحي، خلال العقود الأخيرة، كما أصبح الاقتصاد العراقي رهنا لأسعار النفط، في أجواء اقتصادية هزيلة مع تفشي الوباء، والفساد كان قد أكل الأخضر واليابس.

ونوه الكاظمي، بقدرة الحكومة على الاستمرار في توفير رواتب الموظفين، وأجرائها إصلاحات وأعدادها ورقة بيضاء قادرة على مواجهة هذه الأزمة والأزمات المقبلة، مشددا على أنه لن يسمح وحكومته بانهيار العراق أو إفلاسه كما أفلست دول أخرى.

وقال الكاظمي: “حمينا الطبقات الفقيرة في الموازنة، وسنبدأ بتطبيق الورقة البيضاء، والأهم تبني الموازنة العمل والاستثمار في المشاريع الكبرى التي ستعمل على توفير فرص عمل للشباب، وينتعش السوق ويصبح العراق مصدرا للصناعة والزراعة وليس للنفط فقط”.

وأضاف رئيس الوزراء العراقي: “أسسنا لجنة مكافحة الفساد والجرائم الاستثنائية، ولأول مرة تجد رؤوس كبيرة نفسها في السجن لا يحميها حزب ولا متنفذون، ومستمرون في ذلك، وسيكون عام 2021 عام كشف الحقائق الكبرى الخاصة بالفساد الذي أثّر في الاقتصاد والتنمية”.

ووصف رئيس الحكومة العراقية الموازنة المقدمة بأنها طموحة وتتزامن مع إصلاحات الورقة البيضاء، مضيفا أن الحكومة تعرضت بسببها للطعن والمزايدات.

وقال الكاظمي: “لطالما أكدت بأنني جئت للإصلاح، ولن توقفني المزايدات والاستعراضات حتى لو كلفني ذلك حياتي”.

وأضاف رئيس الوزراء العراقي: “كفى مزايدات على حساب العراق .. الموازنة والورقة البيضاء ليست مجرد إصلاحات شكلية لمجاملة بعضنا، بل هي جهد تؤيده كل المؤسسات الاقتصادية الدولية وكل الخبراء المعتبرين، علينا أن نتلمس جراح العراق العميقة، يكفي نزفا لأموال العراق وإمكاناته وموارده”.

وأفاد الكاظمي، بأن هذه فرصة بلاده الأخيرة لتنهض، متابعا: أقول أمامكم وأمام شعبنا: لست طامعا بحكم أو منصب، وأضع مصلحتي ومستقبلي السياسي ثمنا للإصلاح.

وتولى الكاظمي الذي كان على رأس جهاز المخابرات العراقي في اليوم التاسع من أبريل/ نيسان 2020 رئاسة الحكومة بتكليف من الرئيس برهم صالح، بعد اعتذار عدنان الزرفي.

وقال رئيس الوزراء العراقي خلال جلسة حوارية مع عدد من الوزراء وأساتذة الجامعات والمحللين السياسيين اليوم السبت، تأخرنا 17 سنة، ولن نتأخر بعد ذلك، وعلى كل مزايد أن يضع مصلحة العراق أمام ضميره.

ووصف الكاظمي عام 2021 بأنه عام (الإنجاز العراقي)، مضيفا: جميعنا سنصل إلى هذا الإنجاز بسرعة وكفاءة، وستنتصر الدولة، العراق سينتصر على كل التحديات.

المصدر