رئيس إيران القادم.. 5 شخصيات مرشحة لخلافة حسن روحاني

506

بعد انتهاء الانتخابات الأميركية في الثالث من نوفمبر المقبل، تتجه الانظار في الشرق الأوسط إلى إيران ليس فقط كنتيجة لمن سيكون البيت الأبيض للسنوات الأربع المقبلة بل لمن سيكون رئيس ايران ويتولى التفاوض أو المواجهة مع الأميركيين، ففي يونيو 2021، سينتخب الإيرانيون أيضاً رئيساً جديداً لبلادهم، حيث ينتهي عهد الرئيس حسن روحاني، الذي رهن حياته المهنية بإبرام الاتفاق النووي التاريخي مع القوى العالمية في عام 2015، وانقلب إرثه رأساً على عقب بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض. وكالة «بلومبيرغ» الأميركية استعرضت في تقرير على موقعها الإلكتروني بورصة الترشيحات الايرانية: وكما هو الحال دائماً، يخضع المرشحون الرئاسيون في البداية للفحص من قبل «مجلس صيانة الدستور»، الذي يعين أعضاءه المرشد الأعلى علي خامنئي. ومع ذلك، فإن ساحة الترشيح تبدو مهيأة لكي يهيمن عليها العسكريون السابقون أو الشخصيات المحافظة الصارمة التي تصاعد نفوذها منذ عام 2018، في أعقاب قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي. مصير الاتفاق النووي إيرانياً على الرغم من أن إيران تراجعت عن الامتثال للالتزامات الرئيسية في الاتفاق النووي، وقررت استئناف عمليات التخصيب بما يتجاوز الحدود المتفق عليها مع إعادة ترامب للعقوبات وتشديدها، فإنها لم تتنصل رسمياً من الاتفاق وعولت على الأوروبيين في هذا الاطار. وحتى إذا تولى رئيس متشدد الحكمَ في إيران، فسيظل لديه حافز ضئيل للتخلي عن اتفاق يمكن أن يشكّل حتى الآن شريان حياة لاقتصاد إيران المنهار، لكنه قد لا يعود إلى طاولة المفاوضات بالشروط ذاتها التي كان عليها الاتفاق من قبل أو يبدي استعداداً تلقائياً لإعادة تفعيل الاتفاقية كما هي، وذلك حتى وإن جاءت الانتخابات الأميركية بالمرشح الديمقراطي جو بايدن إلى سدة الرئاسة. الدكتورة سنام وكيل، نائب رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) قالت انه «من المرجح أن نرى فصائل متشددة تتنافس على المنصب، وبالنسبة إلى تلك الفصائل، فإن فوز ترامب يمثل فرصة سانحة، لأنه يمنحها مجالاً لتوطيد سلطتها في الداخل الإيراني. أما إذا فاز بايدن، فسيُواجه النظام الإيراني باحتمال آخر، إذ سيكون وقتها بحاجةٍ إلى شخص يجلب نوعاً من الاستقرار ويحصل على صفقة جديدة». ومن الأسماء التي قد تخلف الرئيس روحاني في يونيو المقبل: 1. محمد باقر قاليباف – «رئيس مجلس الشورى» سياسي طموح خاض ثلاث محاولات للوصول إلى منصب الرئاسة، وسعى في السنوات الأخيرة إلى تحسين صورته العامة. وهو قائد سابق لقوات الشرطة ومحارب قديم في الحرس الثوري وعمدة طهران السابق، ويعد شخصية متشددة بنزوعٍ براغماتي: فهو يقدم نفسه على أنه شخصية تحديثية وفي الوقت نفسه يسعى إلى إبقاء الطبقات الدينية مطمئنةً إلى تمسكه بالقيم المحافظة. ورغم أنه وُصِم إلى حد ما بسبب مزاعم فساد، وأيضاً لا يحبه الناخبون المؤيدون للإصلاح، فإنه أيّد الاتفاق النووي بدرجة كبيرة، وبصفته عمدة لمدينة طهران، أشرف على مشروعات كبرى تتضمن استثمارات أجنبية ضخمة، معظمها من الصين. 2. حسين دهقان – مساعد خامنئي ووزير الدفاع السابق عمد دهقان إلى مبادرة نادرة بإعلانه الترشح علانية. ومن المحتمل أنها كانت محاولة لاختبار الفكرة وسط الناخبين والطبقة السياسية للبلاد، لاسيما الدوائر المحيطة بخامنئي، الذي يعمل مستشاراً له. وحقيقة أنه كان منفتحاً بشأن خططه للترشح في وقت مبكر جداً تشير إلى أنه إما حصل على موافقة ضمنية من المرشد الأعلى وإما أنه يعرف أنه سيحصل عليها. خدم دهقان، الذي يعد شخصية مخضرمة في الحرس الثوري منذ أيام الحرب الإيرانية العراقية، تحت إدارة رؤساء إصلاحيين ومتشددين. ملف خدمته العامة يُوعز بشخصية محافظة، إلا أن قربه من روحاني وخدمته في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي تمنحه بعض المصداقية في أوساط الناخبين المعتدلين. ويقول دهقان إنه يريد «إنقاذ الناس من الوضع الحالي». 3. محمود أحمدي نجاد – رئيس سابق بالنظر إلى كونه رئيس إيران السابق بين عامي 2005 و2013، والشخص الذي شهدت فترته الرئاسية ذروة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج تخصيب اليورانيوم، لا يزال أحمدي نجاد بعيداً عن أن يكون مرشحاً رئيسياً في الانتخابات. وتعتمد محاولته للعودة على نتيجة تدقيق مجلس صيانة الدستور الذي سبق أن رفض محاولته للترشح مرة ثالثة في عام 2017. وعلى الرغم من نبذه من جانب المؤسسة السياسية لهجماته المتكررة على القضاء، فإن أحمدي نجاد لديه قاعدة متماسكة من المحافظين الدينيين تراه حصناً وسنداً لها ضد الطبقات السياسية النخبوية. Volume 0% وفي حال وصل أحمدي نجاد إلى الحكم، فإن المرجح أن تدخل علاقات إيران مع الولايات المتحدة وأوروبا إلى مرحلة أكثر توتراً وأشد عدائية. 4. سعيد محمد – قائد تكتل شركات «خاتم الأنبياء» هو واحد من قدامى المحاربين في الحرس الثوري، ويدير تكتل شركات إنشاءات خاصة به. وفي ظل وجود مئات من الشركات التابعة له ينظر عديد من الإيرانيين إلى «خاتم الأنبياء» على أنها مركز نفوذ للحرس الثوري على اقتصاد البلاد. وقد بذل سعيد جهوداً أكبر للتفاعل مع وسائل الإعلام لبناء ملف تعريف خاص به في حين أنه يفتقر إلى الخبرة السياسية أو الكاريزما. وفي حال توليه الرئاسة، سيسعى إلى تعزيز نفوذ الحرس الثوري الإيراني على الاقتصاد. 5. عزت الله ضرغامي هو ضابط سابق آخر في الحرس الثوري، ترك الجيش لمتابعة مسيرة مهنية قرر خوضها في السياسة والإعلام. اشتهر بأنه الرئيس السابق لإذاعة الدولة والمشرف على فترة من الرقابة المشددة وزيادة الأعمال الإنتاجية الدينية والمحافظة. ضرغامي حليف مقرب لأحمدي نجاد، وشخصية نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكثيراً ما يدخل في نقاشات حول الحقوق الاجتماعية. كما أنه شخصية محافظة، واشتبك مع روحاني بشأن قوانين إلزامية غطاء الرأس واللباس الإسلامي للمرأة.

المصدر