جماعات الكاتيوشا هاجمت الخضراء ردًا على اعتقال 3 من أفرادها

516

بغداد/ تميم الحسن

بعد 24 ساعة من اعتقال مجموعة من فصيل مسلح في غربي بغداد اعلنت المجموعة نفسها استهداف السفارة الاميركية في العاصمة بصواريخ كاتيوشا. وتبنت “اصحاب الكهف” – وهي جماعة “شبحية” تطرح نفسها كمقاومة- الهجوم الاول من نوعه على المنطقة الخضراء، بعد هدنة دامت نحو شهر. وقال مصدر امني مطلع لـ(المدى) ان “القوات الامنية اعتقلت يوم الاثنين، 3 من جماعة الكهف في منطقة بين بغداد والفلوجة”.

وكانت القيادة العسكرية قد اعلنت مطلع تشرين الاول الماضي، اعتقال عدد من “مطلقي الصواريخ”، ووعدت حينها بكشف الاسماء على الرأي العام، لكن هذا لم يحدث حتى الان.

وتنتشر في النواحي بين العاصمة والانبار عدد من الجماعات المسلحة، التي شاركت في عمليات التحرير عام 2016، واستمرت في فرض سيطرتها هناك. وبعد يوم من الاعتقال الذي جرى بإنزال جوي، بحسب المصدر، سقطت 7 صواريخ في الخضراء ومناطق اخرى تبعد عدة كيلومترات عن المنطقة الحكومية. وألمح الفصيل المسلح، بالهجوم على قاعدة الحبانية العسكرية ردًا على اعتقال عناصره. وقال في بيانات ان القاعدة “قريبة جدا” منه.

في أول ظهور

وظهرت اصحاب الكهف، لأول مرة في نيسان الماضي، حين اعلنت عن نيتها استهداف ارتال الدعم اللوجستي التابع لقوات التحالف.

وكان استهداف الارتال، والتي يقودها في العادة عراقيون، تحولا جديدا حينها في العمليات ضد القوات الاجنبية في العراق. وقالت خلية الإعلام الأمني إن أربعة صواريخ سقطت “في المنطقة الخضراء، والصواريخ الثلاثة الأخرى سقطت خارجها”، احدها سقط عند باب حديقة الزوراء، والثاني قرب مدينة الطب (تبعد 10 كم عن المنطقة الخضراء)، والثالث انفجر في الجو.

وكانت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، اظهرت ما قالت انه منظومة “سيرام” الأميركية الموجودة في السفارة في بغداد، تعالج بعض الاهداف.

وحدد بيان خلية الاعلام منطقة انطلاق الصواريخ “من شارع الضغط في حي الأمين الثانية، وقد أسفرت عن استشهاد طفلة وإصابة 5 أشخاص جميعهم من المدنيين”. وهذه المرة الثانية الذي تتسبب فيه الصواريخ بمقتل مدنيين، حيث كان الهجوم الاخير على الرضوانية نهاية ايلول الماضي، قد اسفر عن مقتل وجرح 7 اشخاص من عائلة واحدة. ودانت عدد من القوى الشيعية حينها ما جرى في الرضوانية، واعتبرته “خلط اوراق” و”الصاق تهم بالمقاومة”، وهو ما تحدثت به كتائب حزب الله هذه المرة.

بعد الانتخابات الأمريكية

وأكدت الكتائب، أمس، أن عملية القصف التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد “تدل إما على الجهل والغباء، أو على العمالة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه”.

واعتبرت أن “عملية قصف السفارة جاءت للتغطية على خسارة ترامب للانتخابات من خلال تصدير أزماته الداخلية ومحاولة جعله جنرال حرب للتغطية على فشله”.

بدوره، يقول مثال الالوسي، وهو نائب سابق لـ(المدى) ان “الهجوم جاء بعد انتهاء الهدنة التي عقدها الرئيس الأمريكي ترامب مع الفصائل حتى يتمكن من اكمال الانتخابات الاميركية”. وانتهت الانتخابات الامريكية منذ نحو اسبوعين، لكن النتائج الرسمية لم تظهر حتى الان، رغم ان وسائل الاعلام اعلنت في وقت سابق فوز منافسه جون بايدن.

وتابع الالوسي، ان “ايران تحاول ايصال رسائل عبر تلك الهجمات بانها الجهة المخولة بالتفاوض مع واشنطن وليست الحكومة العراقية”، في اشارة الى ان الفصائل المسلحة تابعة لطهران.

وتزامن الهجوم بعد وقت قصير من اتصال بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ناقش الطرفان فيه العلاقات الثنائية، بحسب بيان للحكومة العراقية.

مصلحة طهران

واعتبر ظافر العاني النائب في البرلمان، ان توقيت خرق الهدنة مع اعلان واشنطن سحب القوات من العراق، “يضر بمصلحة طهران والمليشيات”. وكانت كتائب حزب الله، اعلنت مطلع الاسبوع الثاني من تشرين الاول الماضي، بانها لن تستهدف السفارة الأمريكية شرط أن تعلن واشنطن سحب كل قواتها بحلول نهاية العام. ويقول النائب العاني لـ(المدى) بان ليس لديه شك في ان “ايران وتوابعها من المليشيات لا تريدان انسحاب القوات الامريكية من العراق، والا لماذا يتم ضرب السفارة عشية اعلان الانسحاب”. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الثلاثاء، عن سحب 2000 جندي من أفغانستان و500 من العراق، قبل رحيل الرئيس الحالي دونالد ترامب عن البيت الابيض.

واضاف العاني ان من مصلحة ايران بقاء تلك القوات ليحقق لها فوائد عديدة، منها: 1 – من جهة ستكون لطهران ورقة ضغط عالية الفائدة بجعل القوات الاميركية ومصالحها بما فيها سفارتها هي اشبه برهائن تستطيع ان تطالها يد ايران وميليشياتها.

2- وجود القوات الامريكية في العراق هو اهم مسوغ لبقاء “الميليشيات” وتوسعها وازدياد وحشيتها كما وانه يقدم لطهران مبررات تمددها في المنطقة تحت ستار مواجهة “الاستكبار العالمي المزيفة”.

واكدت وزارة الخارجية العراقية، امس في تصريح للوكالة الرسمية، ان القوات الامريكية التي ستبقى في العراق، بعد انسحاب 500 جندي “غير قتالية”، مشيرا الى استمرار التعاون مع واشنطن في مجال “الاستخبارات” و”التدريب”.

في انتظار بايدن

وقال مثال الالوسي، النائب السباق، ان “بقاء القوات الامريكية في العراق مهم لمواجهة داعش والميليشيات”.

وقبل اشهر من نهاية ولاية ترامب، رجح مسؤولون ان يوجه الاخير ضربة الى الفصائل المسلحة في العراق، وهو امر قائم التوقع حتى الان.

لكن الالوسي يقول: “حكومة ترامب انتهت الان، وليست هناك خطة لمواجهة الميليشيات. الامر سينتقل الى حكومة بايدن”. وتحمل واشنطن كتائب حزب الله وفصائل اخرى مسؤولية نحو 100 هجوم صاروخي استهدف سفارتها منذ عام وقواعد عراقية تضم جنودا أمريكيين والقوافل اللوجستية. بدوره يشير عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان ظافر العاني، الى ان العراق لم يعد يحظى بنفس القيمة الستراتيجية السابقة بعد ان تحول “لدولة فاشلة”.

وعلى هذا الأساس يرجح العاني ان “تدير اميركا ظهرها للعراق في المرحلة القادمة وتبقى علاقاتها في اوطأ درجاتها”.

المصدر