تلويحة ترحيب رشيقة لخريف عابر : نص مفتوح

564

تلويحة ترحيب رشيقة لخريف عابر : نص مفتوح

بقلم مهدي قاسم

مثل حبة مكتنزة أموت خريفا بشكل عابر نحو ربيع مبكر ، أملا باخضرار وشيك مزهرا بجذوري الراسخة ثباتا وابتهالا لإلهه غيوم بدينة ! ، مختبئا بين أصفرار أوراق هشة ، وهي تتشبث بآخر بقايا اخضرارها الزائل سريعا كنبع نازف ، تلك هي شجرة حياتي المثقلة بعطايا ثمارها المشعة القا متوهجا دوما ، حيث تلاعبني رياح طريفة بهزهزة جذلة في مهد مجنح بقهقهات طويلة تحت قبة صمتي ، بضعة غربان تتنافس مع بعضها حولي ساهمة عني ، أنا الحبة المكتنزة لا زالت مترعة بنسغ صيف ، وافرة نعمة بقوت الأرض ، تدحرجني مواكب الخريف موتا جميلا و مؤقتا ، مستندا على رماح يباسي الجليدية انتظارا بتأني حكماء ، كغفوة قصيرة و عذبة بجلاجل يقظة بطيئة ، ليتمخضني ربيع حافل بعطاياه من زهور وثمار وبذور بنكهة ربيع متورد ، كنت مغرما دوما بآنسات الخريف الشاحبات ، بوجههن المشعة مسحة مثيرة لأسى وحزنا غامضا ، لأموت موتاتي الممتلئة أضحية لولادتي المقبلة ازدهارا متجددا ، متنعما بكل فصل يعبرني كعربات مسرعة وحتمية عودة متبرعمة ، نحو مدارات جديدة و أرخبيلات وليدة ، وهو يهديني بقايا جماله الزائل ، ولكن بكل سحر ارستقراطي باذخ ، أنا ملك الفصول العاشق دوما ، مثل دون جوان جامح يعشق نساء شبقات ليقودهّن إلى كمائن نشوة مسننة اشتعالا عاليا ..
ولكنني في الأخير امبراطور الخريف الرصين تماما ، بكل قار و امتياز ..

المصدر