تضارب الآراء بين وزارة الهجرة والعاملين في مجال الإغاثة بشأن إعادة النازحين لمناطقهم قسراً

130

ترجمة/ حامد احمد

بعد مرور ثلاث سنوات على اعلان العراق رسميا النصر على داعش، عادت دفعة جديدة من 3000 نازح بسبب المعارك ضد التنظيم الى بيوتهم بعد اغلاق مخيم السلامية في محافظة نينوى . هذا التطور هو جزء من خطة وزارة الهجرة والمهجرين لغلق هذا المخيم ومخيمات اخرى وذلك وفقا لتصريح لها في 9 كانون الثاني الحالي، مشيرة الى انها تخطط لاغلاق جميع مخيمات النازحين في العراق خلال هذا العام .

ايفان فائق جابرو، وزيرة الهجرة والمهجرين، قالت في لقاء مع المونيتر “انها المرة الاولى التي تقوم بها الحكومة بوضع خطة شاملة لاعادة النازحين الى مناطق سكناهم الاصلية .”

واضافت جابرو بقولها “لقد وافقنا على تولي هذه المسؤولية لانجاز هذه الستراتيجية بشكل جدي”، مشيرة الى ان الوزارات السابقة ركزت فقط على توزيع الحصص الغذائية وتوفير الخدمات الصحية بين النازحين.

واكدت “لم تكن هناك جهود تبذل لعودة طوعية ولا جهود لاغلاق معسكرات، ولا حتى اسناد للاجئين عراقيين في الخارج.” وخلال الاشهر الستة الماضية رجع اكثر من 66600 نازح محلي الى بيوتهم . وقالت جابرو “من بين 76 مخيما للنازحين قبل تشكيل هذه الحكومة، كان هناك 29 معسكرا ما يزال مفتوحا. مع ذلك فقد ضاعفنا الحصص الغذائية لضمان الامن الغذائي لهم ومتابعة تأثيرات تفشي وباء كورونا”، مشيرة الى ان “معسكر السلامية في نينوى وعامرية الفلوجة في الانبار سيتم غلقهما خلال أيام قليلة قادمة”. ومضت وزيرة الهجرة والمهجرين بالقول “ما نزال بحاجة الى وقت لحل المشاكل الامنية والعشائرية لساكني مخيم الجدعة جنوبي الموصل، أما بالنسبة لمخيمات اقليم كردستان فنحن بصدد القيام بزيارة خاصة للتنسيق في جهد يفضي لاغلاق 10 مخيمات كمرحلة أولى”، مؤكدة “لن تكون هناك اية عودة قسرية للنازحين” .

رغم ذلك وردت هناك انتقادات كثيرة من نازحين وعمال اغاثة عن حوادث إبعاد قسري من المخيم للرجوع الى مناطقهم او ان يتم نقلهم لمخيمات اخرى. وانتقدوا ايضا الحكومة لعدم ضمانها عودة آمنة لنازحين عائدين لمناطقهم .

ولكن الحكومة نفت هذه الادعاءات . واكدت الوزيرة جابرو بقولها “انها عودة طوعية 100%. فقد عملنا جاهدين لازالة العوائق من خلال خلق بيئة مناسبة واعادة اعمار بيوتهم وتوفير فرص عمل لهم واقامة ورش عمل مصالحة وطنية وتأسيس مشاريع توليد دخل .”

بعد ان هربوا من القائم الواقعة على الحدود مع سوريا في عام 2014 لجأ اقارب عمر الطائي 27 عاما وجيرانه للبحث عن مخيمات للنازحين داخل العراق . قال الطائي وهو يعمل مدرسا “اغلب اقاربي في القائم وناحية الرمانة رجعوا طوعيا لبيوتهم. ولكن مع ذلك هناك من يعانون من ضائقة مالية. مناطقهم اصبحت آمنة الان ويجب ان تغلق المخيمات. ولكن قسم منهم يريدون البقاء في المخيمات لاسباب تعود لغياب الخدمات في مناطقهم وعدم توفر فرص عمل او اماكن للعيش فيها .”

بدوره انتقد احمد الغريري، ممثل عن برنامج لجنة الانقاذ الدولية للحماية والذي يعمل في الانبار، حركة غلق المخيمات بقوله “مؤخرا تم اجبار قسم من النازحين على مغادرة المخيم. خصوصا العوائل من القائم. اغلبهم ليست لهم بيوت ولا وظائف، البنى التحتية مدمرة في مناطقهم ووضعهم الاقتصادي متردي .” مصطفى، رجل مُهجّر يعمل في مخيم الحبانية للنازحين، قال للمونيتر “100 عائلة تقريبا لا تستطيع العودة لمناطقها وقد تُجبر على المغادرة الى مخيم عامرية الفلوجة”. ورغم ان مخيم الحبانية قد اعلن عن غلقه رسميا في تشرين الثاني 2020، فان اكثر من 200 عائلة ما تزال فيه حيث ليس لديهم مكان آخر يلجؤون اليه . مع ذلك، تنفي وزيرة الهجرة والمهجرين استخدام القوة في ارجاع النازحين لبيوتهم. وقالت الوزيرة جابرو للمونيتر “اذا رفضت العوائل العودة لبيوتها لاي سبب كان فنحن لا نجبرهم ابدا”، مشيرة الى انه اذا كان عدد العوائل الباقية قليل فانه قد يطلب منهم الانتقال لمعسكر آخر لمواصلة تلقي الخدمات المجهزة لهم .

وتأمل الحكومة ضمان عودة جميع النازحين، حيث قضى قسم منهم ست سنوات في مخيمات بدون وسائل تعليم وخدمات صحية فقيرة فضلا عن مضايقات اخرى . وقالت جابرو “بينما نستمر بتوفير وسائل الراحة لهم، نقوم بتطبيق حلول مستدامة لارجاع النازحين لبيوتهم مع ضمان رفاهيتهم. قمنا بتوزيع 300 شقة لعوائل نازحة في محافظة ميسان، مع استرجاع 1600 بيت في الانبار ونينوى، وبناء 490 كرفان لايواء عوائل نازحة، وقمنا خلال الاشهر الستة الماضية بتشييد 41 كرفان آخر كمدارس مؤقتة في نينوى وديالى .”

وبعد العمل لمنع اخلاء سبيل عناصر سابقة لداعش، استأنفت الوزارة اصدار موافقات للسماح لاشخاص بالعودة الى بيوتهم في مناطق تشهد توترا مثل سنجار. قحطان شاقو، شاب ايزيدي عاد قبل ستة اشهر الى سنجار قادما من مخيم للنازحين في دهوك، قال للمونيتر “الموافقات للعودة الى البيت تستغرق حوالي 20 يوما بعد اجتياز عدة تدقيقات مختلفة .” وبخصوص طالبي اللجوء من العراقيين للبدان المجاورة فقد بلغ عددهم اعتبارا من عام 2019 الى ما يقارب 250,000 عراقي بانتظار حصولهم على لجوء. وبصدد هذه المشكلة ركزت جابرو اهتمام وزارتها على مساعدة اللاجئين الذين رُفضت طلبات لجوئهم بالعودة الى الوطن . قالت جابرو “خلال الثلاثة أشهر الماضية عاد اكثر من 800 مواطن من تركيا واوروبا، قمنا بمنح 379 قطعة ارض لبعض هؤلاء المهاجرين فضلا عن تخصيصات مالية لعودتهم بلغت 4 ملايين دينار لكل واحد منهم لتشجيعهم على العودة .”

عن: المونيتر

المصدر