تصاعد العداء العربي المزمن ضد الشعب الكوردي الجريح في جنوب كوردستان؟!

305

تصاعد العداء العربي المزمن ضد الشعب الكوردي الجريح في جنوب كوردستان؟!

محمد مندلاوي

كما هو معروف لدى القاصي والداني، أن أولئك الشيعة، الذين يسمون عربا، ما هم إلا أناس أعاجم استعربوا بمرور الزمن بعد الغزو العربي للعراق في صدر الإسلام، فلذا يجب أن يسموا ناطقون بالعربية، كالأقباط والأمازيغ والآراميين الذين بالإضافة إلى لغتهم الأم يتكلمون اللغة العربية، لكن هؤلاء الأشياع نسي غالبيتهم لغتهم الأم الكوردية أو الفارسية، وإلا، لماذا تجد أبناء من يحملون اسم عشيرة عربية واحدة، وفي منطقة جغرافية واحدة لا تفصل بينهما أية موانع أو قيود يختلفوا عن بعضهم في كل شيء، في اللهجة، والزي، والعادات والتقاليد، والغناء، وحتى في السحنة والمذهب العقدي؟؟ على سبيل المثال وليس الحصر، عشيرة شمر أو الجبور أو غيرهما، حيث تجد الشمر الشيعي يختلف عن شمر السني، وهكذا الجبور الشيعي يختلف عن الجبور السني الخ، كما قلت قبل قليل يختلفون في كل شيء، وهكذا قارن بين العشائر البقية التي نصفها سني ونصفها شيعي تجدها تختلف سنيها عن شيعيها اختلافاً كلياً، وهذا يدل على أن الشيعة (العرب) ليسوا عربا كما يزعمون الآن. لقد قال عنهم مؤرخ القومية العربية (عبد الرزاق الحصان البغدادي الكرخي) 1895- 1964 في رسالته المعنونة (العروبة في الميزان): إن الشيعة شعوبيون بالإجماع. فرس بالإجماع. وهم من بقايا الساسانيين في العراق. ولا حق لهم في السلطة. أو في تمثيل في السلطة. للعلم، أن مصطلح الشعوبي لا يقال إلا لغير العربي؟. وهكذا قال حزب البعث إبان حكمه الأسود للعراق: كل شيعي هو أعجمي. أي: غير عربي. وبهذا الصدد أيضاً، جاءت في مذكرات وزير الدفاع العراقي (طه الهاشمي) وهو شقيق (ياسين الهاشمي) نقلاً عن المؤرخ (مجيد خدوري) ينظر إلى الشيعة كحجر عثرة في طريق الوحدة العربية، يقول: إن الشيعة هم أكثرية سكان العراق يعارضون اندماج العراق في دولة عربية كبرى.لأنهم يصبحون آنذاك أقلية في دولة سنية كبرى. لنرى ماذا قال الملك فيصل الأول 1883- 1933 قبل هؤلاء المشار إليهم أعلاه عن سكان الكيان العراقي المصطنع. جاء في كتاب (تاريخ العراق السياسي) جزء الأول صفحة (12) للمؤرخ المعروف (عبد الرزاق الحسني)، يقول: وفي هذا الصدد أقول وقلبي ملآن أسى: إنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي، بل توجد تكتلات بشرية خالية من أي فكرة وطنية متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة،الخ.
للأسف، نرى اليوم، أن المستعرب الشيعي الحاكم أكثر عداءاً وحقداً وكرهاً على الشعب الكوردي المسالم حتى من العربي السني، الذي حكم العراق لثمانية عقود وفق سياسة عنصرية مقيتة وعنف مفرط، وذلك من أجل أن يعزز – المستعرب الشيعي الحاكم- انتمائه المزور للقومية العربية، حيث شاهدناهم في عام 2017 كيف استغلوا المنابر الحسينية من أجل تشويه اسم الشعب الكوردي المسلم، حين غرر شيوخهم من خلال خطبهم الملفقة شبابهم الساذج ضد إقليم كوردستان وشعبه الجريح، لم يقفوا هؤلاء… عند هذا الحد، بل هددوا حتى الكورد الشيعة في بغداد والمناطق الكوردية التي لا زالت ترزح تحت نير الاحتلال العراقي البغيض بالقتل وسبي نسائهم ونهب أموالهم، والسبب الوحيد لتنفيذ هذا التهديد المتأخر لأنهم يحملون اسم الكورد قبل الفيلية، أو اسم الكورد قبل الشيعة؟؟!!.
للأسف الشديد، هناك بعضاً من مثقفي الكورد في جنوب كوردستان، وأكثرهم من الذين ينتمون لليسار لا زال يعشعش في دواخلهم رواسب الـ”عێراقچێتی” لقد شاهدت أحدهم في إحدى القنوات الكوردية يقول: الآن يحدث في العراق مثل ما في تركيا، حيث يتبلور عند الشارع العربي في العراقي العداء ضد الشعب الكوردي، وذلك بإيعاز من الأحزاب الشيعية الحاكمة. وأضاف المتحدث: لم يكن في السابق هذا موجوداً، كان العداء قائماً فقط من قبل السلطة الحاكمة في بغداد ضد الشعب الكوردي.انتهى الاقتباس. أنا واثق أن هذا المثقف اليساري الكوردي يعرف جيداً إنه لم يقل الحقيقة في كلامه هذا، لأن الذي في داخله… لا يدعه أن يقول الحقيقة، إلا وهو انتمائه لليسار… لو تجرد منه، وأصبح كوردياً وكوردستانياً قلباً وقالباً لقال غير الذي قاله في ذلك اللقاء. لقال أن العداء العربي موجود ضد الشعب الكوردي العريق منذ أن وطئت حوافر خيولهم الغازية أرض الرافدين وكوردستان، لكن الذي جعلهم لا يظهرون عدائهم العبثي هذا ضد الشعب الكوردي المظلوم لأن السلطات العروبية العنصرية المتعاقبة على دست السلطة في بغداد كانت تقوم لهم بكل ما يتمنونه من نهب وسلب وتشريد وتعريب وقتل ضد الشعب الكوردي الجريح، فلذا سكتوا سكوت أهل القبور ولم يبد منهم شيء في العلن كي يفضحهم، لكن الآن اللعبة وصلت إلى نهايتها ويوماً بعد آخر نقترب من رسم خارطة جديدة للمنطقة، والكورد في جنوب كوردستان خلال الأعوام المنصرمة رغم كل الصعوبات حققوا مكاسب سياسية جيدة، وموقعهم ترسخ في المحافل الدولية وعلى الخارطة السياسية وهم في صعود دائم نحو العلا وتحقيق حلمهم المشروع، بينما موقع الكيان العراقي في هبوط دائم، وأصبح منبوذاً دولياً. بناءاً على هذه المعطيات، الكورد الآن قاب قوسين أو أدنى من تأسيس الدولة الكوردية المنشودة وقبول المجتمع الدولي بها هذه المرة، فلذا جن جنون الشارع العربي والمستعربون وظهروا على حقيقتهم… . كما يقول المثل السوري: ذاب الثلج وبان المرج. وانكشف المستور. لو لم يكن هؤلاء… بسينهم وشينيهم وما بينهما؟ ضد الشعب الكوردي الذي كان قبل الجميع بآلاف السنين على هذه الأرض الطاهرة، لماذا تصدر مراجعهم الفتاوي حتى عن خروج الريح من الدبر، لكن في المقابل تنقل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية اعتداءات المجاميع العربية القادمة من صحراء الناصرية والديوانية الخ حين يستولون في كركوك السليبة بالقوة على دور وأراضي الكورد، وذلك بتحريض من المحافظ بالوكالة ذلك العنصري المدعو راكان الجبوري وبمساندة الجيش العراقي المجرم ورديفه الحشد الشعبي، لكن كما أسلفت، أن المراجع الشيعية والسنية وحتى السيد صاحب القصقوصة (گصگوصة) هو الآخر لم يبد منه شيء تجاه هذه الأعمال المنافية للقانون والشرع والأخلاق ضد الكورد ولا تحرك ساكناً لا هو ولا المراجع عن سلب ونهب أموال وممتلكات المواطنين الكورد وطردهم من دورهم على أيدي المستوطنين العرب في كركوك، وذلك بمساندة السلطة الشيعية الحاكمة في بغداد أيضاً؟!. يا ترى على ماذا يدل هذا السكوت… إذا لم يكونوا راضون عن هذه الاعتداءات المتكررة على المواطنين الكورد في كركوك وغيرها من المدن والقرى الكوردية التي لا زالت تخضع لحكم بغداد؟! لماذا لا تقوم المراجع بواجبها الشرعي تجاه هؤلاء… الذين يعتدون على حرمات الكورد؟؟؟. نقول للأخ اليساري،لو كانت غالبية الشعب العربي تناصر الشعب الكوردي الجريح لكانا نشاهد اليوم تياراً كبيراً من العرب في كل من سوريا والعراق تناصر القضية الكوردية العادلة، لارتفعت أصوات عربية ضد الجرائم البشعة التي نفذتها الأنظمة السورية العنصرية المتعاقبة ضد الشعب الكوردي الجريح في غربي كوردستان. لارتفعت أصوات العرب ضد النظام البعثي المجرم ورئيسها اللعين صدام حسين حين هجر نصف مليون كوردي فيلي إلى إيران بحجج واهية لا صحة لها، وقتل فيما بعد في معتقلاته الرهيبة أبنائهم الأبرياء بدم بارد!!!. والآن تبين ما أظلم من سعود إلا مبارك، بعد عودة العديد من العوائل الكوردية الفيلية من إيران إلى العراق تعاد إليهم جنسيتهم العراقية مقابل مبلغ من المال كرشوة يدفع للموظفين العراقيين، لكن رغم هذا يشار في وثائقهم العراقية التي تعاد لهم برموز تعني أن حاملها كان مهجراً إلى إيران!!، أليس هذا أيضاً عمل عنصري بغيض؟؟!!. لو كان فيهم – العرب- من يناصر الشعب الكوردي لسمعنا أصواتهم بعد ضرب المدينة الكوردية حلبجة بالسلاح الكيماوي، لسمعنا أصواتهم تندد بعمليات الأنفال سيئة الصيت. لقالوا شيئاً عن قتل ثمانية آلاف بارزاني الذين قتلوا بوحشية لأنهم يحملون اسم عشيرة أو منطقة بارزان التي انتمى لها القائد ملا (مصطفى البارزاني) وعائلته من بعده الخ الخ الخ. لكن بالمقابل شاهدنا الشارع العربي في العراق كيف هاج وماج ضد شعب الكوردي الذي أجرى استفتاءً عام 2017 في جزء من وطنه في جنوب كوردستان . إن العربي إذا ليس عدواً للشعب الكوردي لماذا يقبل باحتلال جنوب كوردستان وغربه من نظاميه…!! إذا ليس عدواً لماذا يقبل بالتعريب الممنهج وبتنفيذ سياسة مارقة في المناطق الكوردية التي لا زالت ترزح تحت نير الاحتلال العراقي، ومنهم من يصبح أداة لتنفيذها في كركوك ومخمور ومندلي وبدرة وجصان وجلولاء وشنگاڵ الخ!!. وعلى مستوى الشارع، يا ترى عن ماذا يدل تأليف النكت الماسخة في الشارع العربي عن الشعب الكوردي العريق؟؟!! أ تكون عن الحب؟ أم عن كره شديد يجيش في داخلهم ينفثوه مع السموم العنصرية المقيتة بصيغ نكت بايخة؟. وفي المقابل لم تجد كوردياً واحداً ألف نكتة واحدة عن العرب، بل لازال إلى اليوم يسمي قبور الغزاة العرب الذي جاءوا من جزيرة العرب لغزو كوردستان وفرض العقيدة الإسلامية على أهلها بحد السيف بقبور الصحابة (گۆری ئەسحابان!) وبعض الكورد… يسمي قبور أجداده الذين قتلوا بالسيف العربي دفاعاً عن الأرض والعِرض بتسمية أخرى…!!. تصور عزيزي القارئ، أن النخبة العربية أكثر عنصرية من رجل الشارع، ومراجعهم السياسية ما هم إلا عواهر السياسة والفساد، وتسرق أموال الشعب تحت يافطة “مال مجهول المالك!!” أي شعب هذا الذي يسكت سكوت أهل…؟ عن حرق علم شعب عريق ومسالم في وسط العاصمة بغداد، وحرق علم ومقر أكبر حزب في كوردستان والعراق، الحاصل لوحده على 26 مقعد في البرلمان الاتحادي. أي شعب هذا يصدق ويردد أكاذيب وافتراءات وتلفيقات السياسيين ونواب البرلمان الشيعة والسنة التي يحوكونها في الغرف المظلمة ضد إقليم كوردستان وحكومته المنتخبة بإرادة شعب الإقليم؟؟؟!!! ومن هذه الأكاذيب المفضوحة أن إقليم كوردستان يأخذ أموال البصرة، حقاً أن لم تستح فافعل ما شئت. لما لا يراجع الشعب العراقي إلى الوراء قليلاً حين كان وزير المالية ذلك الكوردي العلماني (هوشيار زيباري)، الذي سحب منه البرلمان الاتحادي بمؤامرة خبيثة الثقة وأبعد من الوزارة، لقد كان أيام هذا الوزير الكوردي سعر برميل النفط 21 دولار، لكن، لم يتأخر راتب الجميع في العراق ليوم واحد، والآن في زمن وزير المالية الشيعي صاحب الإيمان القوي والمكتمل وسعر برميل النفط 51 دولار ليس بمقدوره دفع الراتب للعراقيين!!!. بعد هذا، يا ترى من هو الفاسد، الكوردي العلماني، أم الشيعي المؤمن؟؟؟!!!.
عزيزي القارئ الكريم، قبل عدة أيام أرسلت الحكومة العراقية ميزانية عام 2021 إلى البرلمان للمصادقة عليه وهي عبارة عن 164 ترليون دينار عراقي، قالوا أن حصة إقليم كوردستان منها 14 ترليون دينار عراقي. هذا يعني أن المبلغ الباقي 150 ترليون دينار، بعد أن أخذ الإقليم بمحافظاته الثلاث حصته بقية 15 محافظة لو نقسمها على غرار الإقليم على ثلاثة يعني تصبح خمسة،لكن بما أن بغداد العاصمة كبيرة نضيف لها ثلاث محافظات أي أن العدد عاد إلى 18 محافظة قسمها على ثلاثة يعني ستة أقسام، قسم عليها 150 ترليون دينار تكون حصة كل ثلاثة محافظات 25 ترليون دينار، قارنها مع حصة الإقليم الـ14 ترليون دينار تكون قريبة من الضعف الذي يأخذه الإقليم الكوردستاني؟؟؟، إذاً لماذا لا تعمر بصرة والعمارة والناصرية التي حصتها مجتمعة ضعف حصة المحافظات الثلاث في إقليم كوردستان؟؟؟!!!. أليس هذا دليل على أن السياسيين العراقيين في بغداد بسينهم وشينهم حرامية (لصوص).
” لا يكذب المرء إلاّ من مهانته، أو عادة السوء أو قلة الأدب”
شكراً لكِ ولكَ على قراءة المقال
04 01 2021

المصدر