أجلْ أيُّها المهاجرُ
ألمْ أنبِّهكَ:
ألاَّ ترسلَ الخِرافَ
إلى البرّية الخَؤُونةِ
لأنّ العَجاجَ سيخطِفُها؟
ألمْ أنصحكَ:
بأن تزرعَ النعناعَ البريَّ حول مصيفكَ
كي لا تسرقَ الأفاعي بيوضَ الحجل؟
أَلمْ أحذّرْكَ:
من مداهماتِ قُطّاع الطرقِ
فتنتبهَ لعواميد خيمتك؟
دارِ جراحَكَ وأخفِها!!
كنتَ تمعِنُ في الرحيل
بأذنيك المشمّعتين مثل قصبِ الجِنِّ
صوتي الذي مثل زنّار
كان يلتفُّ حول خاصرةِ جبالك المتباهية،
كان يضيع سُدىً
يتناثرُ في الفَلاة
بين كِسفِ السرابِ، كان يبحثُ عن
جميلته
من أخبركَ أنَّ
السرابَ جوابُ الأسئلة المهاجرة؟!
***
أجلْ أيُّها المهاجرُ
النجومُ التي لا عهدَ لها
كانت تشي بأحلامكَ إلى الوحوش،
أما كنتَ تسمعُ، كانت تقهقهُ،
ساخرةً من غليونكَ الخالي من التبغ؟!
رغم ندائي المتطاول والمتكرر : أيها المهاجرررر
لا ترحلْ بعيداً، سيسرقون عِمامتك
سيخطفون قصعتك التي لاتمتلئ .
ومع ذلك كنتَ تهرعُ إلى لقاء جميلتكَ .
حبُّها المخادعُ كان يحثكَ
ومن الصقور الكامنة في خَطوِكَ
كانت تتطايرُ أسرابُ الحجل
تحوِّمُ في إثرِك الذئابُ .
أما كنت تدري أنَّ رائحتك
تفوحُ من الثلج المهرِّج؟
ألم أنصحك ألا تصغي إلى اللغو والثرثرات
لا تثقْ بالثلج
لكنَّك لم تعرني انتباهاً فصرت تمعنُ في النأي والرحيل
كان صوتي يفرقعُ في رماد صَمَمِكَ
مثل حباتِ البلوط
كان يقتفيكَ متمادياً
مثلما غبارُ صيفٍ في سهلٍ ما
ومع هذا لم تلتفتْ إليَّ .
ترجمة عن الكوردية محمد نور الحسيني