الليلُ يَمْحُوهُ دَمُكْ

683

الليلُ يَمْحُوهُ دَمُكْ

قَلّبْتَ وجْهَكَ في

مرايا الروح

وجَمَعتَ كل ملامحك

لكي تراك مُخَضّباً

وحروف نبضك

تَرسُمك

فتناثرت..

صوب المنايا

كواكب

والحروف النازفات

في الوغى

ويوم الطف يومك

إذ إشرأب من

عمق الرّزايا عالياً

صدى توهج أنجمك

يا جرحك النازف

كم..

أنت توضأت به

في زمن

خافت عروش البغي

آيات الهدى

والنازلات الماحقات

وصارمك ؟

لكنّكَ

قد كنت تعلم

لا يفر

مَنْ معك

وذا الدعي ابن الدعي

يخاصمك

فمشيت في الدرب الطويل

ثائراً

ومعلناً ملء فمك:

” لا والله لا أعْطِيكم بِيَدِي إعْطاءِ الذَّليلِ؛ وَلاَ أُقِرُّ لَكُمْ إقْرارَ العَبيدِ ”

كنت حقّاً سيدي ..

لا ترهب الموت الذي

يفضي الى نور العدالة مُبْتغاكَ

ومغنمك

فمن ذا الذي

غير الأله

معلمك

وصدقت أنّك لا تحيد

لأنَّ صدقك يعصمك

فحملت أقدس ما ملكت

وآيات ربك

فَسَّرَها دَمُكْ

فَتَلَقَّفَتْ

سدم الضلالة

أنجمك

تبّا لِجَيشٍ مُبْتغاهُ دراهم

لِيُشتّتَك

ويكسرك

ويَد السماءِ تُلَمْلِمُكْ

فترى وجوه الراحلين

الى الخلود

مضيئة أنوارها

تشعشع في خيالك

فتمازجت

حرّى الدموع

في الخيام

وسموّ نَفْسِكَ يَكْتمك

نزفت جراحك كربلاء

وأنت الجريح

إذ..

بكت السماء

وقلب أمك

فلها مددت

شغاف قلب مترع

ففاض طوفان الشجون

ليهدمك

وعرفت من طعم المنايا

أنّ حرفك صِنْوكَ

فمحال صنوك يلجمك

وأيقنت أن جرحك

خطوتك

فَقَبّل خطوتك

دمك

ومسحت أدران النفوس

فَلَرُبّما

تَصْحو ضمائر

تظلمك

لم يبق حولك

من أحد

إلّاك

والله معك

وكنت كالليث الرهيص

وكان صبرك قوتك

وآيات نبضك

يتلوها فمك

فخبطتَّ

أعناق الرجال

لاشئ يضعف خطوتك

أو يوهمك

رغم السهام من البغاة

فنور وجهك

عانقه دمك

وما شككت

وما يئست

لأن دربك

توأمك

ولطالما..

أمعنت في

غدر الزمان

وأشباه الرجال

فدم الضحايا

يؤلمك

فألقت نوائبها الدهور

فعسى تنال

مبتغاها

وترغمك

وليس ثمة من وجوه

في الحشود

لك تنتمي

او تواسي ألمك

فبقيت..

وحدك لا سواك

وظلّ أمسك

مثل يومك هارباً

منك إليك

فكأنّه بك يحتمي

ولربما..

خوفاً من الآتي عليك

ومن الذي

لا يفهمك

لكنه..

لما رآك شاهقا

مثل الجبال

وحروفك

تقرأ أنجمك

حينها

بانت على وجه السماء

علائم

الليل يمحوه دمك

فجمعت كل حروفك

وجعلت جرحك

حكمتك

ليكون في الصبح القريب

قاب قوسين مشرقا

حلم اليتامى

حلمك

الدكتور ابراهيم الخزعلي

30/8/2020

المصدر