مع توالي خطوات رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الهادفة لإنعاش علاقة بلاده بمحيطها الخليجي والعربي، قام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بزيارة، لم يعلن عنها سابقاً، إلى بغداد، والتقى الكاظمي ونظيره العراقي فؤاد حسين بهدف جدولة زيارته المرتقبة إلى المملكة التي كان من المفترض أن تكون أولى محطاته الخارجية، قبل أن تؤجّل بسبب وعكة صحية مفاجئة ألمت بالملك سلمان.
وفي وقت سابق، قال السفير العراقي في السعودية، قحطان الجنابي، إن ترتيبات تجري لزيارة رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي إلى السعودية.
وكان من المقرر أن تتم زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى الرياض في منتصف يوليو/تموز الماضي ، قبل قيامه بزيارة إيران والولايات المتحدة.
إلى ذلك، وصف رئيس الوزراء العراقي «النظام الطائفي» في العراق بـ”الأكذوبة الكبيرة” ، التي وعد بمحاربتها ، والتخلص منها تماماً، خلال فترة حكمه للبلاد.
وفي مقابلة مع صحيفة «ذا ناشيونال» ، قال الكاظمي إن «هناك خللا في هيكلية بعض مؤسسات الدولة منذ 2003، حيث بنيت بطريقة خاطئة مستندة إلى انقسامات طائفية وعرقية، مما أدى إلى انقسامات سياسية».
وتابع رئيس الوزراء: «أن نقول إن التوازن الوطني هو نتيجة الانقسامات الطائفية، هو أكذوبة كبيرة، في الحقيقة هذه الانقسامات الطائفية هي انقسامات سياسية تؤدي إلى إضعاف الدولة وإفساد مؤسستها».
وكجزء من برنامجه الإصلاحي، قال الكاظمي: «نحن نعمل على تأمين كيانات الدولة، ومحاربة الأفراد غير الوطنيين داخل المؤسسات».
وأكد الكاظمي، الذي تصادم مع فصائل مسلحة، موالية لإيران، فور توليه السلطة في مايو/أيار الماضي، أن «الجماعات التي تعتقد أنها فوق القانون ستشهد قريباً تحركات جادة من قبل قواتنا الأمنية».
وأضاف: «برنامج حكومتنا مبني على تأكيد سيادة الدولة، بما في ذلك حصر استخدام القوة بيد قوات الأمن الرسمية وحظر استخدام السلاح خارج نطاق القانون».
في هذه الأثناء، شددت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، على دعم بلادها لإبعاد العراق عن سياسة المحاور.
وقالت بارلي، خلال مؤتمر مشترك مع وزير الدفاع العراقي جمعة عناد، في بغداد أمس، إن «بلادها تتعاون مع العراق للنجاح في القضاء على الإرهاب وفلول تنظيم داعش».
وتطرقت في محادثات مع الرئيس العراقي برهم صالح إلى «التدخلات التركية» على الأراضي العراقية، خصوصاً الضربات الجوية ضد حزب العمال الكوردستاني PKK داخل أراضي إقليم كوردستان .
في هذه الأثناء، كشف المتحدث باسم «ائتلاف دولة القانون» بهاء الدين النوري، أمس، عن تفاصيل «اجتماع عاصف» دار بين رئيس الحكومة، وعدد من قادة الكتل السياسية العراقية الموالية لإيران، ليل الأربعاء- الخميس، مشيراً إلى أن الاجتماع شدد على وجوب تطبيق قرار مجلس النواب، القاضي بإخراج القوات الأميركية من البلاد.
وأكد عضو في «الفتح»، أنّ الاجتماع حضره ممثلون عن كتل «دولة القانون»، و«الفتح»، إضافة إلى «تيار الحكمة» وتحالف «سائرون»، بالإضافة إلى شخصيات تابعة لفصائل مسلحة.
وأوضح أن الاجتماع تناول خمسة محاور رئيسية، أبرزها زيارة الكاظمي إلى واشنطن، إذ قدم الأخير تقريراً كاملاً عن نتائج الزيارة وما تم الاتفاق عليه، لكن بعض الأطراف المقربة من طهران أبلغته رفضها لنتائج الزيارة خاصة جدولة الانسحاب الأجنبي والأميركي خلال ثلاث سنوات، معتبرين ذلك «مماطلة وتسويفا». كما تمت مناقشة الاستعدادات للانتخابات المبكرة.
ولفت المصدر إلى أن الاجتماع تطرق إلى موضوع الاحتجاجات في جنوب ووسط العراق، وخاصة التطورات الأخيرة بعمليات هدم وحرق مقرات الأحزاب، المقربة من طهران، من قبل متظاهرين، فضلاً عن عمليات الاغتيال، حيث حمّلت الكتل السياسية مسؤولية حماية مقراتهم للحكومة، كما تم بحث موضوع ما أنجزته حكومة الكاظمي في الأشهر الثلاثة الأولى من عمرها.
من جانبه ، كشف تحالف عراقيون، بزعامة عمار الحكيم، امس الخميس ، عن تفاصيل مشابهة لاجتماع الكاظمي العاصف مع القوى الشيعية ، في منزل زعيم تحالف الفتح هادي العامري.
وقال المتحدث باسم التحالف حسين عرب، ان “الاجتماع ركز على ثلاثة ملفات هامة، الاولى زيارة الكاظمي الى الولايات المتحدة الامريكية، ونتائج تلك الزيارة وأهم الاتفاقات التي وقعت بين الجانبين، خصوصاً فيما يتعلق ببقاء القوات الامريكية والاجنبية في البلاد”.
وبين عرب ، ان ” الملف الثاني ، كان التحضيرات الحكومية من الناحية الفنية والمالية، والامنية، لإجراء الانتخابات المبكرة، وفق أجواء مناسبة “، ولفت عرب الى ان ” الملف الثالث، كان قضية تصعيد التظاهرات في مدن الجنوب ، فقد شدد قادة الكتل على الكاظمي، بضرورة فرض سلطة القانون ومنع عمليات الاعتداء على مقرات الأحزاب والفصائل”.