كشف رئيس الوزراء الأسبق، ورئيس ائتلاف النصر الحالي، حيدر العبادي، اليوم الثلاثاء، (29/9/2020)، عن توقعات أمريكية ’’خطيرة’’ بشأن استهداف السفارة الامريكية في العراق.
وبين العبادي، في مقابلة اجراها مع محطة ’’العربية الحدث’’، ان “السيادة العراقية تحترم باحترام المواطن، وان الاخلال بأمن المواطن ضرب للسيادة”، قائلاً ان “استهداف البعثات مضر للعراقيين، وسيتسبب بضرب الأمن وهروب الشركات ورؤوس الأموال ومن يقوم به ينفذ عملاً مشبوهاً، وهناك من يزايد ويقول ان استهداف البعثات هي (مقاومة)”، على حد قوله.
وأضاف ان “سفارة واشنطن في بغداد قد تنسحب كلياً من العراق ان استمرت الهجمات”، مضيفا “ولا نعتقد إنها ستنتقل إلى أربيل بإقليم كردستان”.
وتابع ان “الجانب الأميركي يتوقع ربما حدوث عمليات كبيرة ضد السفارة الأميركية في بغداد، لإحراج الرئيس دونالد ترامب قبل موعد الانتخابات”، قائلاً: “وربما يعقب اغلاق السفارة اغلاق سفارات دول غربية وهذا سيضر العراق كثيراً”.
ولف بالقول الى ان “العراق يدفع حالياً ثمن خلافات الانتخابات الأميركية وايضاً الخلافات بين الدول الإقليمية”، مشيرا الى ان “ما يحدث في المنطقة خطير، ونتمنى أن لا ينزلق لمستويات خطيرة”.
وعن الخيارات المتاحة، للسيطرة على الوضع وتجنيب العراق خسارات أخرى، اكد رئيس الوزراء الأسبق ان “لا خيار للكاظمي سوى النجاح في مواجهة الخلل الأمني والسلاح المنفلت والفساد، والا فالوضع العراقي سيسوء اكثر”.
وأضاف ان “العراق يحتاج للخبرات الاستخبارية للدول المتقدمة في مواجهة الخطر الأمني، وان حكومة الكاظمي ليست مسؤولة عن هدر الثروات وانخفاض أسعار النفط والانفلات الأمني بالفترة السابقة”.
وعن أولويات الحكومة الحالية، قال ان “من واجب الحكومة التهيئة للانتخابات المقبلة في أجواء مناسبة مع اعتماد البطاقة البايومترية، كما يجب عليها تمكين المواطنين من الادلاء بصوته”، مؤكداً ان “التلاعب بالانتخابات المقبلة قد يمهد لفوضى”.
وقال القيادي في تيار الحكمة الوطني، علي الجوراني، اليوم الثلاثاء، إن التلويح بالانسحاب الأميركي من العاصمة بغداد مناورة، فيما أشار إلى أن الإدارة الأميركية لا تريد الخروج من العراق بشكل محرج، حسب وصفه.
وذكر الجوراني، في حديث أن “التلويح الامريكي بالانسحاب من بغداد لا نستبعد ان يكون مناورة وتكتيك للتخفيف من وطأة الضغوط عليها داخليا، خاصة وان الولايات المتحدة بانتظار انتخابات مهمة بعد شهر من الان”، لافتا الى انها “لا تريد ان تخرج من العراق بهذا الشكل المحرج”.
واستبعد الجوراني “بقاء القوات الأميركية إلى ما نهاية في قاعدة عين الأسد”، مؤكدا وجود “تفاهمات مع الجانب الأميركي وهناك بالفعل انسحاب حصل من مواقع عدة خلال الاشهر الماضية، ولكن لا يمكن تخمين وقت الانسحاب النهائي لتلك القوات من العراق في ظل التطورات الدولية والاقليمية الراهنة”.
وأشار إلى أن “الرئيس الامريكي ترامب، أكد في أكثر من مرة رغبته بسحب قواته بلاده من كل بلدان العالم بينها العراق ولأسباب اقتصادية، ولكن تبقى نتائج الانتخابات الأميركية القريبة عاملا مؤثرا في هذا الجانب”.
وشدد ساميويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، على أن الحكومة الأميركية ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية سفارتها وبعثاتها الدبلوماسية، فيما بين أنه رغم التحديات إلا أن السفارة الأميركية مستمرة في عملها ببغداد.
وقال ساميويل وربيرغ، في مقابلة متلفزة مع قناة ” زاكروس” الكردية تابعتها (بغداد اليوم )، إن “الولايات المتحدة ستستمر في العلاقات الجيدة مع العراقيين”، مشيراً إلى أنه “هناك مجموعات تستهدف سفاراتنا كما تستهدف حتى المؤسسات العراقية والعراقيين، وسنستمر في التنسيق الأمني مع كل القوى الأمنية العراقية لمكافحة خطرها”.
وأكد وربيرغ: “نحن مستمرون في علاقاتنا ولدينا سفارة أمريكية في بغداد وبالرغم من التحديات أمامنا ومن الهجمات ضدنا في العراق، لكننا سنستمر في الوجود في العراق وإذا ازدادت تلك الهجمات سنتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية سفارتها وبعثاتها الدبلوماسية”.
وأضاف وربيرغ أنه “بكل أسف الشعب العراقي هو الذي يعاني من هذه الهجمات ومن الرصاص والقنابل التي توجه للسفارة الأمريكية، والهدف الرئيسي لهؤلاء هو الشعب العراقي الذي سيعاني من غياب أميركا أو من أية إجراءات ربما تتخذها السفارة أو في العلاقات بسبب هذه الهجمات، وأعرف جيداً أن الذين يشنون هجوماً ضد سفارتنا هم فعلاً عدو للعراق وهم فعلاً ضد الشعب العراقي”.
ومؤخرا، تواردت الانباء عن جدية الولايات المتحدة، بإغلاق سفارتها في بغداد، على خلفية الهجمات الصاروخية التي تطالها بشكل يومي من قبل جهات مجهولة، فيما لم يصدر أي موقف رسمي من قبل الحكومتين العراقية والأمريكية بهذا الشأن.