الصحة ترجح تفشي الفايروس المتحور: الوافدون نقلوه إلى البلد

337

بغداد/ فراس عدنان

توقعت وزارة الصحة والبيئة، أمس الثلاثاء، أن يكون دخول الفايروس المتحور إلى العراق عبر الوافدين من الخارج، مشيرة إلى أن الإصابات الأولية تركزت في محافظات النجف وكربلاء وجانب الكرخ من بغداد. وأكدت أن الموقف الوبائي الحالي يعكس خطورة ينبغي تلافيها بإجراءات الوقاية.

وقال المتحدث الرسمي للوزارة سيف البدر في تصريح إلى (المدى)، إن “الإصابات بفايروس كورونا المتحور تركزت في محافظات النجف وكربلاء وجانب الكرخ من بغداد”. وأشار، إلى أن “المشكلة التي لدينا هي أن السلالة الجديدة سريعة الانتشار، يمكن أن تصيب الأطفال بخلاف الفايروس السابق”. وبين البدر، أن “المهم بالنسبة إلينا في هذه المرحلة إيصال رسائل بأن الإجراءات الوقائية هي نفسها لجميع الفايروسات التنفسية، وتنحصر بلبس الكمامة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين بانتظام بالمياه والصابون”. ودعا، إلى “الالتزام بهذه الإجراءات وعدم إهمالها كما حصل في السابق، لأننا حذرنا مرات كثيرة من موجات أكثر شدة لكن لم نلق التزاماً شعبياً بما أوصينا به”.

وشدد البدر، على أن “المؤشرات الوبائية في العراق للأيام الماضية خطيرة جداً، ويمكن أن ندخل في تفشٍ للفايروس نتيجة الزيادات التدريجية المتتالية كل أربعة وعشرين ساعة”.

ويواصل المتحدث باسم وزارة الصحة، أن “العراق بدأ بمختبرين بالنسبة للسلالة الجديدة، وسوف نوسّع أعداد المختبرات القادرة على التشخيص، ونعمل على تحديث ما موجود لدينا، وتهيئة المزيد من الطواقم الطبية للتعامل معها”.

ويرى البدر، أن “استمرار عدم الاكتراث بالإجراءات الوقائية والامتناع عن تطبيق التوصيات الصحية يعني أن الأمور قد تتفاقم إلى مراحل صعبة للغاية”.

ويسترسل، أن “جميع مؤسسات الدولة، وكذلك المواطنين مطالبين حالياً بتطبيق قرارات لجنة الصحة والسلامة العليا كونها تساعد بشكل كبير في الحد من التفشي الوبائي”.

ومضى البدر، إلى أن “تحديد موعد دخول السلالة الجديدة صعب للغاية، ولا يمكن تحديد اليوم بالذات لكنها حتماً جاءت من خارج العراق، ولم يحور الفايروس نفسه بفعل بالجينات داخلياً، رغم أن الأمر بحاجة إلى إجراء الفحوص العلمية للتأكد من ذلك”.

من جانبه، ذكر عضو لجنة الصحة في مجلس النواب حسن خلاطي، أن “الحقيقة الثابتة عن فايروس كورونا لاسيما المتحور هي عدم وجود معلومات كافية عنه وما يطرح حالياً مجرد نظريات وتكهنات”.

وتابع خلاطي، أن “الأسلوب الذي يتبعه هذا الفايروس في المهاجمة وإحداث التصاعد في الإصابات يختلف عمّا هو مألوف”.

وزاد، أن “العراق شهد الموجة الأولى في شهري تموز وآب، بخلاف الفايروسات التنفسية التي تنشط وتزداد خطورتها في فصل الشتاء”.

ولفت خلاطي، إلى أن “الفايروس المتحور سريع الانتشار، لكنه أقل عن سابقه في أعداد الوفيات، لكن مع ذلك ينبغي الالتزام بالقرارات المركزية الصادرة عن اللجنة العليا”. وأردف، أن “احتمال دخول الفايروس المتحور إلى العراق عبر الوافدين من الخارج هو الأكثر ترجيحاً، وبما أن ذلك قد حصل ينبغي منا أن نفكر حالياً في الحد من الإصابة به ومحاصرته”.

ويسترسل خلاطي، أن “المنحنى الوبائي للعراق لا يختلف كثيراً عمّا حصل في دول المنطقة، حيث بدأنا إصابات في ربيع العام الماضي بالعشرات، ومن ثم دخلنا في موجة صيفية، وبعدها انحسار الفايروس لنحو أربعة أشهر، ثم ظهر تصاعد آخر وهو الذي نعيشه حالياً”. وأكد، أن “اللجنة النيابية مستمرة بالتواصل مع وزارة الصحة وما تحتاجه من إمكانيات لمواجهة هذه الموجة الوبائية”.

وأفاد بأن “الوزارة تحتاج منا إلى دعم نيابي على محورين، الأول إقرار القوانين التي تساعد في تطبيق قراراتها، والثاني توفير التخصيصات المالية لإدامة زخم الملاكات الصحية في مواجهة الفايروس”.

وانتهى خلاطي، إلى “ضرورة أن تحصل الوزارة على دعم من بقية مؤسسات الدولة لاسيما على الصعيد اللوجستي ومحاسبة الذين يخالفون قرارات اللجنة العليا للسلامة”.

وكانت وزارة الصحة والبيئة قد سجلت أمس الأول إصابات رسمية بالفايروس المتحور من كورونا، مؤكدة امتلاكها الإمكانيات الفنية لمواجهته، واتخذت قراراً بنزول فرقها الصحية إلى المناطق والشوارع لفرضها على غير الملتزمين بالإجراءات الوقائية.

المصدر