السلم الاهلي ومكاره الارهاب

615

علي حسن الفواز
ما حدثَ في صلاح الدين من جريمة إرهابية بشعة راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى، يكشف عن خطورة التحديات التي تحتاج الى الحزم، والى الجدة في مواجهة الجماعات الارهابية، والتي راحتْ تجدُ في محاولات الاعتداء على المراقد المقدسة هدفا لإثارة الفِرقة والكراهية في المجتمع، وفي اثارة الغلو والتكفير والنعرات الطائفية، فاستشهاد امر فوج في مكافحة الارهاب واستشهاد ثلة من شهدائنا الأبطال وهم يتصدون للدفاع عن مقام ابراهيم بن مالك الاشتر في الدجيل، يكشف عن تلك النوايا، مثلما يدفع الى ضرورة ايجاد آليات جديدة للمواجهة، ولقطع الطريق على مثل هذه الجرائم، التي ترتبط بأهداف قذرة، وبمشاريع تهدد السلم الأهلي العراقي، لاسيما في ظل ظروف سياسية وأمنية وصحية واقتصادية معقدة، وفي ظل محاولات داعشية لإدخال بعض المحافظات، لاسيما المناطق المحررة في صراعات وتحديات جديدة. هذه الجريمة لها أهدافها الخطيرة، ولها رمزيتها، وإن اختيار توقيت شهر محرم الحرام وأيام عاشوراء له- ايضا- رسالته التي ارادت الجماعات الارهابية ايصالها للرأي العام، على المستوى الأمني والمستوى الرمزي، وعلى المستوى الاعلامي، وهي مستويات تتطلب مقاربة أمنية وسياسية، مثلما تتطلب اجراءات سريعة، لاستئصال جذورها، ولوضع الجميع امام خطورة تهديدها للاجتماع العراقي. إنّ ما تحقق من انجازات أمنية كبيرة، ومن قدرات وبطولات واضحة في مواجهة الجماعات الإرهابية، يعكس فاعلية قواتنا الأمنية والحشد الشعبي في التصدّي للإرهاب، وفي كسر شوكتهم، وفي افشال المشاريع الخبيثة التي يرمون تحقيقها، وما تضحية شهدائنا الابطال من سرايا السلام، الذين تصدوا للإرهابيين في دفاعهم عن المقام الشريف، إلّا صورة من صور هذه البطولة، ومن الفخر الذي يؤكد عمق الايمان والالتزام، مقابل الفشل الاخلاقي والقيمي الذي جلل الإرهاب بالعار. مسؤولية مواجهة هذه الجرائم، حتى وإن فشلت في تحقيق اهدافها ينبغي أنْ تكون خيارا وطنيا جامعا، وأن تعمل الحكومة ومؤسساتها الأمنية على وضعها في اولياتها، لأنّ خطورتها تكمن في اهدافها، وفي تأثيرها في التعايش الاجتماعي بين العراقيين، فضلا عن تأثيرها في الواقع العراقي الاقتصادي والسياسي والأمني، وأنّ ما تقوم به القوات الامنية من عمليات امنية في عدد من القواطع يتطلب دعما لوجستيا وزخما فاعلا، وتعزيزا واسعا وساندا للفعاليات الاجتماعية والثقافية والسياسية، لاجتثاث البيئة التي يتحرك الارهابيون بها، وللجهات التي تدعمهم سرا عبر الخلايا النائمة، أو عبر جماعات تموّل جرائمهم واهدافهم داخليا وخارجيا. العراقالمصدر