الخريط حلوى السومريين مازال الطلب عليه رغم ارتفاع سعره

334

ميسان- واع- شذى السوداني وعبدالحسين بريسم تعود هذه الحلوى إلى 4000 عام ولا تزال تصنع بنفس الطريقة حيث يستخرج من نبات البردي الموجود في الأهوار، وسمي بـ (الخريط – بتشديد الراء) نسبة إلى طريقة صناعته التي تعتمد على خرط- استخراج المادة الصفراء التي تشبه الطحين، لغرض عزله وجمعه في أوانٍ، ليوضع تحت الشمس كي يجف، ثم تتم عملية فصل المادة البودرية الصفراء عن المواد الأخرى، من خلال تصفيتها باستخدام قطعة قماش، ومن ثم تؤخذ المادة المصفاة وتوضع في قدر فيه ماء وتترك لتغلي، وبعد تبخر الماء تترك لتبرد وتقطع على شكل مكعبات. ويُعد قضاء المجر الكبير في محافظة ميسان سوقه الرئيسة فالخرّيط مفيد جدا، حيث يستخدم كعلاج لأمراض القولون والمعدة لكبار السن، وهو مفيد جدا لصحة الإنسان ويعالج أمراض القصبات والحنجرة وأمراض الصدر والتنفس والرئتين، ويساعد على تنظيف المجاري البولية كما ويستخدمه النحالون فيما لو ضعفت خلايا النحل، ويدخل أيضا في كثير من صناعات الأدوية، وفي تسعينيات القرن الماضي انخفض إنتاج الخريط بسبب تجفيف الأهوار وعاد إنتاجه بعد غمر الأهوار من جديد وتتراوح أسعاره بين 40 – 50 دولارا للكيلو غرام الواحد. صناعة محلية الكاتب علي العقابي مؤرخ قضاء المجر الكبير قال لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "من أشهر الصناعات المحلية في الجنوب وفي مدينة المجر الكبير وأهوارها هي صناعة هذه الحلوى الطيبة والتي اشتهرت باسمها الغريب وهي تستخرج من زهور البردي (الضربوط) في موسم الربيع والاسم متأتٍ من طريقة جمعه بسحب كتلته الهشة من النصل الحامل، وتسمى بـ(الخرط) وهذه العملية تتطلب جهدا كبيرا ومن يقوم بها يدعى (الخراط) ويبدأ موسمه من شهر نيسان وأيار ويستمر بيعه إلى الأشهر الثلاثة التي تلي هذه الشهور وهي تموز وآب وأيلول.
عالم الأهوار المسحور ويذكر قاسم موسى في كتابه (مشاهدات معلم في الأهوار) واصفا أوراق البردي وقد تصل الى ثلاثة أمتار، في المياه الغرينية القريبة من مصبات الجداول في الأهوار، أو قرب مزارع الشلب وكثير ما تحيط غاباته بالقرى العائمة، جذوره البيضاء الطرية التي تتوغل في أعماق الطين وتسمى (صنبة)، يبدأ خضاره ونموه دائما في أواخر شباط ويكتمل في نيسان من كل عام حيث تخرج من وسط نبتة ورقة خضراء تشبه السلك وتسمى (ضربوط) تحمل في نهايتها ثمرتين طول كل منهما ثلاثون سنتيمترا تقريبا، الأولى تسمى (نفاش) وهي عبارة عن شعيرات صغيرة فارغة، والثانية في أعلاه وكذلك تتكون من شعيرات متماسكة وفي داخلها طحين أخضر ناعم ويسمى (خريط) أما ساق نبتة البردي فغليظ وطري يشبه جمار النخيل نسبة السكريات فيه عالية، و يأكله الأطفال وتسمى (عكيد) وهو طيب المذاق.
كيفية صناعة حلوى الخريط تجمع زهرة البردي قبل أن تتحول إلى ثمار(ما يسمى بالضربوط) الذي تستخدم أليافه بمزجها مع الطين في صناعة تنانير الخبز ويكون لونه أصفر لأنه يخرط باليد لا تطول فترة بقاء هذه المادة أكثر من عشرة أيام وخاصة في الأيام الأولى من شهر أيار وتجمع هذه المادة في وعاء(الجبسية وهي مصنوعة من سعف النخيل والحلفى)، ثم يجفف هذا الخليط في الشمس أكثر من يوم ثم ينخل لإزالة بقايا الزهور التي لا فائدة منها وتبقى فقط حبوب اللقاح وهي المادة الصفراء الدقيقة. ويؤتى بقدر ويوضع فيه ماء الى الربع ثم يغطى بقطعة قماش بيضاء وتوضع هذه المادة على قطعة القماش ثم تغلف بحيث لا تلامس الماء ويغطى القدر(بالغطاء) ثم تغلف حافته الدائرية بالطين حتى تمنع خروج بخار الماء ثم يغلى الماء ويقوم البخار بدوره في عملية تكوين الخريط وبخبرة المرأة الريفية في إطفاء النار يصبح الخريط جاهزاً ثم يقطع الى قطع صغيرة ومنها تؤكل أو تباع في الأسواق وأحياناً يضاف الى المسحوق السكر حتى يصبح طيباً ولذيذاً وأن سكان الأهوار فقط هم المشهورون بجني وصناعة الخريط.المصدر