الجيش العراقي هل هو سورأ للوطن أم سورأ للسلطة؟

186

-قيل بحق الجيش العراقي.أذا أردت أن تكون ملكأ بالعراق فعليك أن تصبح ضابطأ بالجيش العراقي.

-منذ تأسيس الجيش العراقي وليومنا هذا لعب الجيش دورأ اساسيا في الحياة السياسية العراقية.السبب هو أمتلاكه للقوة العسكرية المدربة وكذلك عدم وجود تراث ديمقراطي يؤسس لمجالس الشعب والسلطة التي تأتي عبر الأنتخابات .لهذا رأينا العديد من محاولات الأستيلاء على السلطة من قبل قادة عسكريين قبل ثورة تموز.

-ثورة تموز نفسها نفذها ضباط بالجيش العراقي وتعاونوا مع قوى وطنية .بعدها سقطت ثورة تموز بأنقلاب عسكري وكذلك تبعه أنقلاب أخر حتى وصلنا لأنقلاب 1968 وكان بمساعدة قوى عسكرية داخل الجيش لحين سقوط حكومة البعث عام 2003 بتدخل عسكري أجنبي.

-لهذا ليس بالغريب أن تفكر جميع الحكومات التي استلمت دفة السلطة بالعراق حتى يومنا هذا بالسيطرة على المؤسسة العسكرية وأخضاعها لرغباتها السياسية عن طريق:

-تعيين الموالين للسلطة ممن يخدموا بالجيش في أعلى الرتب العسكرية.

-أحالة من يشك بولأه للسلطة للتقاعد أو السجن أو القتل.

-البدء في تعيين أعضاء السلطة البسطاء بالمراتب المتوسطى من الجيش ومنحهم رتب عسكرية سواء عن طريق دخولهم دورات سريعة أو دمج .

-تشكيل قوات عسكرية خاصة تأتمر برجال السلطة بعيدأ عن المراتبية العسكرية (قوات حرس جمهوري،فدائيي صدام ،جيش شعبي،مخابرات ،حشد شعبي،بيشمركة ……الخ)

-البدء بعمليات التثقيف السياسي داخل المؤسسة العسكرية حسب رغبة السلطة.

*هذا ما دابت عليه جميع الحكومات التي توالت على أستلام السلطة بالبلد ولازالت.

-هذا التكوين الغير مناسب في البناء العسكري للجيش لا يجعلنا نستغرب من تدخله في الكثير من المرات لصالح السلطة بالأحداث السياسية التي حدثت بالعراق مثل قمع أنتفاضة 1991،المعارك في كردستان .

-لكن كل هذا لا يجب أن يجعلنا نغفل عن بطولات الجيش العراقي في مشاركاته مع القوات العربية الأخرى في حروبها ضد أسرائيل وكيف لعب الضباط الوطنيين والمراتب الأخرى أدوارأ بطولية بتلك المعارك جعلت الشعوب العربية ليومنا هذا تتغنى بامجاد الجيش العراقي.

-ماذا يحدث الأن في المؤسسة العسكرية ؟

-مؤسسة تتنازعها الخلافات بسبب تعدد مراكز السلطة السياسية والعسكرية فيها.

-مؤسسة ضعفت أمكانياتها المهنية كثيرا بسبب دخول عناصر لا تمتلك العلم والفهم العسكري الصحيح (دمج المئات من اعضاء الأحزاب بداخلها).

-التدخل الأجنبي الكبيرة بعموم تشكيلاتها وبناء هذه المؤسسة.

-دخول مليشيات ذات ولاءات غير وطنية بداخل هذه المؤسسة.

-ضعف واضح في المعدات العسكرية والتدريب والأمكانيات المختلفة مما يستدعي على الدوام الحاجة للقوات الأجنبية في التصدي لقوى الأرهاب.

*من كل ما تقدم يشعر المواطن البسيط بأن قوام هذه المؤسسة العسكرية لم يعد مثلما يتمنى بأن يرى هذه المؤسسة وهي تحمي الوطن ووحدته ومواطنيه ،بل العكس أحيانأ رايناها وهي تدافع عن منظومة السلطة بكل شراسة في الحراك الشعبي المناهض لحكومات الطوائف والفساد وخاصة حراك أنتفاضة 2019.

-لهذا من يريد أن يبني مؤسسة عسكرية وطنية حقيقية عليه أن يفكر بما يلي:

-أبتعاد المؤسسة العسكرية عن الصراعات السياسية من خلال تحريم العمل السياسي داخل الجيش لجميع القوى وحتى السلطة وجعلها مؤسسة مهنية صرفة.

-ألغاء جميع التشكيلات العسكرية داخل الجيش والتابعة لجهات سياسية مثل الحشد الشعبي والفصائل الأخرى وحتى البيشمركة.

-مؤسسة عسكرية واحدة لعموم العراق ولا قوة عسكرية خارج الجيش لأي حزب .

– تحريم التصويت بالأنتخابات لمنتسبي القوات العسكرية لكي لا يستغل أحد هذه القوات في نشاطاته السياسية.

-أعادة الخدمة الألزامية لعموم المواطنين لأيجاد التنوع المطلوب في قوام هذه المؤسسة .

-الغاء اية رموز دينية وطائفية وقومية في عمل هذه المؤسسة وأبدالها بالرموز الوطنية فقط.

-أعادة تقييم عموم الرتب العسكرية وتنظيف المؤسسة ممن لا يستحق هذه الرتب.

*أن الدول ذات الأصول الديمقراطية لايلعب فيها الجيش اي دور سياسي وانما العمل السياسي موجود في كل مؤسسات الدولة عدا الجيش ويكون ولاء الجيش للوطن بغض النظر عن شكل الحكومة ومن يقودها ولا عجب أن نجد العديد من وزراء الدفاع هم ناس سياسيون دون رتب عسكرية ولكن من يقود القوات العسكرية هم ناس مهنيون يخضع السياسيون لقناعاتهم وارأهم قبل اي قرار عسكري وبالتالي لم نسمع بحدوث أنقلابات عسكرية بهذه الدول .

-ما يحتاجه بلدنا اليوم هو مؤسسة عسكرية مهنية ذات أستقلالية بعيدة عن تدخلات الأحزاب السياسية وعندها يمكن للجميع أن يقول بحق أن الجيش هو سورأ للوطن وليس للسلطة التي تحكم وكل هذا لا يتحقق الا بوجود حكومة وطنية تكنس حضور هذه الأحزاب الفاسدة من المشهد السياسي العراقي.

مازن الحسوني 2021-1-6

المصدر