التحالف يسلم معدات وذخائر بقيمة 347 مليون دولار مع معسكر التاجي

431

بتسليم قوات التحالف “الموقع رقم 8” في معسكر التاجي، أمس الأحد، الى القوات العراقية، انتهت حقبة امتدت لسنوات من وجود هذه القوات في أحد أهم المعسكرات العراقية. قوات التحالف تركت معدات وذخائر بقيمة 347 مليون دولار، شملت التحسينات التي أجرتها على المعسكر، وتجهيزه لاستقبال وتخزين الطائرات.

وسيخصص الموقع للقوات الأمنية العراقية، بعد أن شهد وجودا شبه دائم لقوت التحالف منذ 2003، قبل أن تخرج منه – عدا قوة بقيت لمهام التدريب – في 2011، لتعود إليه مرة أخرى نهاية عام 2014 للاشتراك في الحرب ضد داعش. وعزز موقع المعسكر ومساحته الكبيرة، من أهميته الستراتيجية الهائلة في العمليات العسكرية ضد داعش، خاصة وأنه قريب نسبيا من مناطق سيطرة التنظيم السابقة في محافظة صلاح الدين، مما يسهل انطلاق المروحيات والطائرات التي تستهدف عمليات التنظيم، وهو بعيد في الوقت نفسه عن مرمى قذائف التنظيم وهجماته. وكان المعسكر مركزا لقوات مشاة البحرية الأميركية- المارينز، حتى عام 2008، كما أنه كان أيضا مقر مستودعات الجيش الأميركي للقوات العاملة في بغداد، واحتوى على مهبط للمروحيات، ومراكز لصيانة المدرعات. وتعرض المعسكر الواقع شمالي بغداد للقصف من قبل مجموعات موالية لإيران بشكل متكرر، كان آخرها، الأسبوع الماضي. وفيما لم يعلن وقوع خسائر بشرية في هذا القصف، إلا أن قصفا وقع في منتصف آذار الماضي، أدى إلى مقتل جنديين أميركي وبريطاني، ومتعاقد أميركي، في إحدى أكثر هجمات الصواريخ دموية بالنسبة لقوات التحالف، كما أن عددا من جنود الدفاع الجوي العراقيين أصيبوا في القصف. وردت الولايات المتحدة بقصف مواقع لفصائل مسلحة في مناطق متعددة من العراق، فيما لم تعتقل قوات الأمن العراقية منفذي الهجوم. وأجرت قوات التحالف تحسينات كبيرة على الجزء الشرقي من قاعدة التاجي، والتي تمركزت فيها لسنوات، وقال بيان للتحالف إن “العديد من التحسينات أجريت على القاعدة مما جعلها موقع قتال رئيس للقوات المناهضة لداعش”، مضيفا أن “التحالف سلم ما يعادل 347 مليون دولار من معدات وأصول ومرافق في معسكر التاجي إلى حكومة العراق”. وشمل المبلغ “تحسينات للقاعدة، وتجهيزات للمعدات، وتجديد المطارات والمدرجات وملاجئ الطائرات والمركبات وأكثر من 90 مليون طلقة من الذخيرة”. وستغادر قوات التحالف القاعدة خلال الأيام المقبلة، بحسب البيان الذي لم يذكر وجهتها. ودربت قوات التحالف نحو 47 ألف منتسب في قوات الأمن العراقية في هذا المعسكر على مدى ست سنوات، وهو “معسكر أساسي لتدريب الجيش العراقي والقوات الجوية العراقية والقوات الخاصة”. ووصل عديد جنود التحالف إلى نحو 2000 شخص، قبل أن تبدأ أعدادهم في التناقص وصولا إلى تسليم المعسكر بشكل كامل ضمن اتفاق “مخطط له منذ فترة طويلة” بحسب قوات التحالف. وهذه هي عملية التسليم الثامنة من نوعها التي تجرى في عام 2020 للمواقع التي تخص قوات التحالف ضمن القواعد العسكرية العراقية. وفي وقت متأخر من يوم أمس استهدفت عبوة ناسفة رتل التحالف الدولي المنسحب من التاجي.

المصدر