الإيجابي والسلبي

261

علاء هادي الحطاب عوامل عدة تحدد سلوك الأفراد في تعاملهم مع الآخرين، وأهم هذه العوامل هو البيئة المحيطة بهم والظروف التي يعيشونها لحظة إيجابية تصرفاتهم أو سلبيتها، ويبقى ما يصدر منهم تجاه الآخرين هو من يحدد إيجابيتهم او سلبيتهم، لذا يكون الحكم عليهم من خلال سلوكهم بغض النظر عما يمرون به من مشكلات أو أزمات وحاجات، وبغض النظر عن البيئة التي نشؤوا فيها، فالمتلقي لذلك السلوك يحكم عليه بحسب ما يتلقاه دون النظر إلى مسببات ذلك. استقرار الحياة وتوفير مفردات عيش كريم فيها مسألة أساسية في تطبع الفرد على الإيجابية في تعامله مع الآخرين وحكمه على الاشياء وعكس ذلك صحيح فإن فوضوية الحياة وعدم استقرارها من نواحٍ عدة (اجتماعية – سياسية – اقتصادية – أمنية – ثقافية وغيرها) تمثّل مقدمات أكيدة على سلبية تعامل الأفراد فيما بينهم، فنحن بالتالي بشر نتأثر غرائزيا بما حولنا من أحداث ومواقف وأسلوب حياة. ونتيجة لاستمرار منغصات الحياة اليومية الثابتة في العراق من تراجع خدمات الماء والكهرباء والمجاري والمرور والنظافة والصحة والتعليم وغيرها كثير، وعدم تأمينها بشكل صحيح للأفراد بما يستحقون كمواطنين تكفل الدولة توفيرها لهم، فإن مقدمات سلبية السلوك ستكون متوفرة أكثر من إيجابيته، وهذا الامر من شأنه أن يؤدي إلى مشكلات أكبر وأعمق توفر مقدمات أساسية للسلبية في تعاملنا، حتى تصبح إيجابية السلوك من قبيل حسن الظن والثقة والصدق وعدم الغش وغيرها مفردات شاذة عن قاعدة التعامل المبنية على عكسها، لذا فإننا لن نثق بمن يحدثنا حتى نرد عليه بمفردات أصبحت من أساسيات حياتنا دون أن نشعر، فبعد كل “سالفة” نطلب تأكيدها بـ( اها) فيضطر المتحدث إلى القسم لتأكيد ما يقول (والله العظيم) كما أنّه لا يشعر بغضاضة في أن قسمه مدعاة لعدم تصديقه في حديثه الاول… وهكذا بقية مفردات حياتنا. تبقى الإيجابية والسلبية تمثل شخصية الانسان في حكم الناس على تصرفاته وتعاملاته معهم، لذا نحتاج أن نثقف ونمرن أنفسنا على إيجابية التعامل والتعاطي في سلوكنا مع الآخرين، وإن لم ننجح او نُستغفل او نُحبط إزاء تلقي الآخرين بسلبية تجاه إيجابية تعاملنا معهم، لكن وسط “كومة” الاحباط الذي نعانيه يوميا الذي بدأ يمثل لازما مهما في حياتنا وكأننا نمضي إلى مجهول، لا سيما مع استمرار سوء الخدمات وفوضى الامن وليس آخرها تأخر الرواتب يجعل ممكنات الاحباط أكبر من التفاؤل، بات لزاما علينا أن نبث الإيجابية في سلوكنا مع بعضنا البعض، ونوفر كل ممكناتها علنا نؤثر بفرد أو أكثر فإن نجحنا كأفراد سننجح كمجموعات تجمعنا وظيفة او زقاق او باص نقل عام او سوق او مطعم او مقهى وغيرها، الاداء الايجابي في السلوك يبدأ من الافراد ومن ثم ينتقل للجماعة كما هو الاداء السلبي في السلوك، لذا نحن كنخب ثقافية وإعلامية الاجدر في حمل تلك المسؤولية وترميم ما يمكن ترميمه وبناء سلوكنا الجمعي باتجاه الإيجابية لا السلبية، وقيل في الحكمة الانسان الايجابي لا تنتهي أفكاره، والاﻧسان السلبي لا تنتهي أعذاره. العراقالمصدر