الإنتفاضة الفلسطينية، بين “النوستلوجيا” والضرورة الثورية

319

جهاد سليمان عضو اللجنة المركزية
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

لم يكن القرن المنصرف بالنسبة للشعب الفلسطيني، مدة زمنية عادية، تؤرخ لمسيرة شعب يعيش في تطور طبيعي، ويعرف تناقضات التطور المجتمعي، كسائر شعوب العالم التي تصارع في جدلية مجتمعية يشوبها المد والجزر، والتي تناضل من اجل بناء مجتمعاتها الإنسانية المتطورة، والأكثر رقيا، والتي تؤمن الحياة الكريمة لمواطنيها، على ارضهم وفي دولهم المستقلة، ذات السيادة الكاملة، بعد تحطيم جميع الاغلال الاستعمارية، والتي تسودها القيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، في جميع المجالات السياسية والاقتصادية، والخالية من جميع اشكال القهر والاضطهاد والاستغلال، والتمييز العنصري بجميع مستوياته، فقد عرف الشعب الفلسطيني خلال الـ (100) عام الماضية، محطات مفصلية عديدة، شكل بعضها تحولا مصيريا في مسار تطور الشعب الفلسطيني، وكان اكثرها مفصليا، النكبة الفلسطينية الكبرى عام 1948، والتي على أثرها، أعلن قيام الكيان الصهيوني، على انقاض اكثر من 540 قرية فلسطينية، دمرت بالكامل على مرأى من العالم، الذي وقف يتفرج على أكثر الكوارث الإنسانية “تراجيديا” في القرن الـ(20)، والتي أرتكبت بحق شعب اعزل، ذبح بحراب الامبريالية العالمية، التي نصبت أحد اكثر أدواتها اجراما، حارسا على مصالحها ومطامعها الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط.
لم تكن هذه النكبة الإنسانية التي عرفها الشعب الفلسطيني، إلا هدفا لتكريس أحد اكثر المقولات الصهيونية خباثة، والتي صورت للرأي العام العالمي، بأن فلسطين، هي التي “وعد الله يهود العالم بها” بحسب المزاعم الدينية، وهي “أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض”، وفي اطار الترويج للسردية الصهيونية بين اوساط الكثير من الشعوب في القارة الأوروبية، التي شكلت معقل الحركة الصهيونية، عملت هذه الحركة على التجهيز المحكم، لإرتكاب عملية تطهير عرقي، وإبادة جماعية للشعب الفلسطيني، لتكريس هذه المقولة، بحيث كان كبار قادة الحركة الصهيونية على يقين تام، بأن ترجمة تلك المقولة تحتاج الى عملية سريعة وشاملة، مستندة للدعم الامبريالي العالمي، وعلى جميع المستويات، وتؤدي الى إبادة حرفية للشعب الفلسطيني، الذي وفي اقصى حالاته، يمكن أن يذكر، كأحد التجمعات البشرية التي طرأت على أرض فلسطين، والتي تحولت الى تحفة على رفوف أحد متاحف “الانثروبولوجيا” في ما يسمى بدولة “إسرائيل الكبرى”.
لم يمض وقت طويل على تنفيذ هذه المؤامرة، الى حين اعلان الشعب الفلسطيني، عن إنطلاق كفاحه الوطني المسلح، بعد ان وجد نفسه مضطرا لاستعادة المبادرة الميدانية، والامساك بقضيته، والابحار بها عكس التيار الجارف، الذي يصب في نهاية المطاف في بحيرة النسيان والفناء الأبدي، فكانت الثورة الفلسطينية المعاصرة، من داخل الأزقة الضيقة، ومن بين العشوائيات ذات الأسقف المعدنية، ليبدأ فصلا جديدا غير مسبوق، إتسم في وضع كافة الإمكانيات، وتحشيد جميع الطاقات، وإستنفار جميع القدرات، لإعادة توجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح، وهذه المرة نحو أرضه المحتلة، ونحو من بقي متجذرا مقاوما ومعاندا لمشروع الإبادة، وهذا ما شكل منعطفا محوريا جديدا للشعب الفلسطيني، الذي أعاد وضع هويته الوطنية، وتعريفه القانوني وتعريفه السياسي، على طاولة الاعتراف الدولي، الذي أجبر على الاصغاء لفوهات البنادق “الفدائية”، التي عنونت أحد اهم فصول الكفاح الفلسطيني، وهذا ما نتج عنه اعتراف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، أعاد الاعتبار للشعب الفلسطيني، كشعب يحتل موقعا متقدما بين الشعوب التي رفضت الخنوع والاستسلام. ومثلت العمليات الفدائية “العسكرية” رافعة للكفاح الوطني، الذي اكتسى “بحطة” فلسطينية ولباس زيتي، أصبحت فيما بعد رمزا ثوريا، ومصدر إلهام لجميع الشعوب المناضلة والمكافحة، وهذا ما وضع القضية الفلسطينية، في قلب الحركة الثورية العالمية، وأدى الى استقطاب المئات من الثوريين الأمميين، الذين رفضوا الوقوف عند حدود البكائيات على شعب يذبح، بل سلكوا طريق الكفاح الانساني الى جانب قضية أكثر القضايا العادلة التي عرفها التاريخ المعاصر.
إحتل الكفاح المسلح، وما زال مكانة مرموقة في وجدان الشعب الفلسطيني، الذي أعاد مكانة فلسطين، الى اعلى سلم اهتمامات المجتمع الدولي، وقرع بتضحياته الكبيرة، ناقوس الخطر على مسامع العالم بأسره، ليعلن أنه حقيقة، وحقوقه الوطنية مشروعة، وهذا ما دفع بالعدو الإسرائيلي، الى توظيف ثقل قدراته العسكرية، وكل ما يختزن من إمكانيات وقدرات ودعم إمبريالي غير محدود، لتوجيه ضربات عسكرية متتالية الى مراكز الثقل العسكري الفلسطيني، في محاولة لتحجيم هذه الثورة المسلحة والقضاء عليها، وفي تواطؤ من بعض الأنظمة العربية الرسمية، مما وضع الثورة الفلسطينية المعاصرة، وممثلها الشرعي والوحيد “منظمة التحرير الفلسطينية” بين مطرقة الهجمات العسكرية المباشرة والثقيلة، وسندان الأزمات الداخلية في البلدان التي تتواجد على أراضيها، والتي أصبحت مستنقعا لزجا وخطيرا، هدد المسار الثوري الفلسطيني برمته، وأغرقه في تفاصيل الصراعات العبثية، التي كان هدفها الأول والوحيد، تهشيم هذه القدرات العسكرية، وخلق أجواء معادية للنشاط العسكري الفلسطيني، الذي كان بمجمله يقاد من خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى وصلت ذروتها في العملية العسكرية الإسرائيلية، التي قادها أحد مجرمي الحرب الصهاينة “أرييل شارون”، والتي تمثلت بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وعلى اثرها، أعادت القيادة الفلسطينية حساباتها، في آلية إدارة دفة الصراع مع العدو الإسرائيلي.
لم تكن الخيارات الفلسطينية، بعد الخروج “التراجيدي” من بيروت، متعددة نظرا لحجم الهجمة الإسرائيلية التي شنت ضد الثورة الفلسطينية وقيادتها، الا ان هذه الثورة وهذا الشعب الذي عرف الممكن وعمل جاهدا من أجل المستحيل، أعاد خطف المبادرة مرة أخرى، وشكل الحصان الرابح، الذي راهنت عليه القيادة الفلسطينية، وذلك من خلال فتح الشعب الفلسطيني فصلا جديدا جوهريا، في مسيرته الكفاحية، مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى بتاريخ (8 كانون اول ديسمبر 1987)، والتي عرفت بإنتفاضة الحجارة، والتي مثلت الى الآن، اسمى ظاهرة عرفها الشعب الفلسطيني، والتي ارتقت بمسيرة النضال الوطني الفلسطيني الى مرتبة القداسة الثورية، وأجبرت العالم بأسره، للإلتفات مرة أخرى بأعين “جاحظة” مبهورة الى القضية الفلسطينية، وهذه المرة الى داخل الأرض المحتلة، التي لبت صرخة الآلاف من الشهداء، الذين سقطوا في أزقة الخيام الأولى في مخيمي “صبرا وشاتيلا”، وهم يدفعوا ثمن إحتضانهم لثورتهم، ودفاعهم عن حقوقهم الوطنية، في تجسيد أسطوري لوحدة المسار والمصير، الذي يجمع الشعب الفلسطيني أينما كان، والذي تداعى في كل مرحلة، وفي كل موقع للدفاع عن قضيته العادلة، وليوقع بدمائه الطاهرة، على فشل مخطط الإبادة، الذي سخرت من أجله جميع الإمكانيات.
مثلت انتفاضة الحجارة، نموذجا مختلفا في استراتيجية الكفاح الفلسطيني، وشكلت علامة فارقة في الفهم الجماعي الفلسطيني لتفاصيل إدارة الصراع، وذلك من حيث طبيعتها الشعبية، ومنهجيتها الثورية. فالإنتفاضة التي انطلقت في اعقاب استشهاد أربع عمال فلسطينيين، استشهدوا بعد أن تعمدت شاحنة إسرائيلية دهسهم في قطاع غزة، أتت كرد فعل مباشر على مجموع الممارسات العدائية، التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي، بحق الشعب الفلسطيني، والتي تمثلت في الاعدامات الميدانية اليومية، والاعتقالات العشوائية، ومصادرة الأراضي، وسرقة المحاصيل الزراعية، ونشر آلاف وحدات التفتيش العسكرية، وغيرها الكثير من الممارسات، التي جعلت من الشعب الفلسطيني قنبلة ثورية، انفجرت في أكثر الأوقات دقة وحساسية، لتقلب الطاولة على رؤوس دولة الاحتلال الإسرائيلي وعملائهم.
إتسمت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بطابعها الجماهيري الشعبي، ومشاركة مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، الذي ابتكر أدوات المواجهة البسيطة والمتعددة، وشكل الحجر أيقونتها الثورية، بحيث أصبحت صور الأطفال الملتحمين بحجارتهم البسيطة، مع جيش المدرعات والمجنزرات، مصدر الهام، وافتخار، من قبل جميع المناضلين والثوريين وأحرار العالم، وهذا أدى الى إحداث اختراق غير مسبوق، في وسط الرأي العام العالمي، الذي بدأ يرى ويشاهد، بربرية الاحتلال الإسرائيلي، واجرامه بحق شعب أعزل، يدافع عن حقوقه الوطنية، وهذا ما أكسب الانتفاضة الفلسطينية الأولى أهمية استثنائية، نظرا لتعاظم حجم التعاطف الدولي مع الشعب الفلسطيني، الذي كانت تفتقده القضية الفلسطينية، لسنين طويلة.
شعر كل انسان فلسطيني، ومن مختلف الطبقات والشرائح الشعبية، بالانتماء لهذه الظاهرة الثورية، التي مثلت الكل الفلسطيني دونما استثناء، ولأول مرة في مسيرة النضال الفلسطيني، تتصدر الجماهير الفلسطينية، مشهد الكفاح الوطني، وتمثل رأس حربة الدفاع الوطني عن حقوقها المشروعة، خاصة بعد فترة طويلة من العمل العسكري المنظم، الذي حول الجماهير الفلسطينية، الى متفرجين على بطولات شجاعة، تنفذها مجموعات عسكرية مدربة ومحترفة، وهذا ما منح الانتفاضة الفلسطينية الأولى، مكانة خاصة في وجدان كل فلسطيني وفلسطينية، عايشت هذه المرحلة الثورية الاستثنائية، أو قرأت عنها وأطلعت على تفاصيلها، فمن الأغاني الثورية الوطنية، التي شكلت أناشيد الجماهير الفلسطينية في التظاهرات، الى الهتافات الوطنية الشعبية، التي رافقت مختلف المسيرات، مرورا بالرسم المقاوم، وصولا الى صناعة “المولوتوف” الحارق، ومقاليع الحجارة، أصبح الفعل “الانتفاضي” الفلسطيني، لصيق الحياة اليومية الفلسطينية، وهذا ما أدى الى إحداث نقلة نوعية في الفهم الجماعي، لكيفية الصمود والمقاومة، في آن واحد، بتكامل شعبي، وبتنسيق شامل، يدار بقيادة وطنية تجسد أسمى اشكال الوحدة الميدانية والسياسية.
في التاسع من (كانون اول ديسمبر) من هذا العام، أحيا الشعب الفلسطيني، الذكرى ال(33) لإنتفاضة “الحجارة”، والتي واظب على احيائها على امتداد جميع السنوات السابقة، وشهدت آلاف الحسابات الخاصة، على وسائل التواصل الاجتماعي، منشورات تتضمن صورا كانت قد التقطت في فترة الانتفاضة الأولى، بالإضافة الى نشر العديد من الشعارات التي رددت، والرسومات “الجرافيتية” التي خطت على جدران المدن والمخيمات المنتفضة، والأشعار التي كتبت تخليدا لهذا الفعل الانتفاضي الجماهيري، بالإضافة الى المآت من التقارير الإعلامية القصيرة، التي تستعرض هذه الفترة الذهبية، من مسيرة النضال والكفاح الفلسطيني، والتي تتشارك جميعها بعناوين، تحمل مشاعر “النوستلوجيا”، أي الحنين الى الماضي، والرغبة في العودة الى احياء هذه الجثة، التي حنطت بمواد التحنيط السياسية، وأضاعت هذه الفرصة الذهبية، التي وضعت الشعب الفلسطيني على قاب قوسين او ادنى من انجاز حقوقه الوطنية.
إن حالة الحنين الى الماضي، التي يعبر عنها الشعب الفلسطيني، برزت بشكل ملفت في فعاليات احياء الذكرى الـ (33) للانتفاضة الأولى، لهي خير دليل على حالة اليأس التي وصلت اليها الجماهير الفلسطينية، ووجدت نفسها تغرق في مستنقع الأوهام الواهية، التي روجت اليها القيادة الرسمية الفلسطينية، ومنذ اللحظات الأولى لتوقيع اتفاق أوسلو (13سبتمبر/ أيلول 1993)، وعلى أساسها منحت القيادة الرسمية لنفسها مساحة واسعة، للخوض في جولات مفاوضات عبثية، في ظل ميدان “بارد”، تحت ذريعة العمل من اجل الانتقال من حالة السلطة (الحكم الإداري الذاتي)، الى حالة الدولة المستقلة، وهذا ما أيقن الشعب الفلسطيني عبثيته، وهو يرى هذا العدو الذي يضاعف عملياته الاجرامية، بحق الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية، من خلال الاستمرار في عملية الاستيطان التي غيرت ملامح الأرض الفلسطينية، وكرست أمرا واقعا، مغايرا تماما لما طمحت له وناضلت من اجله الجماهير الفلسطينية، والتي كان لها شرف اطلاق انتفاضة فلسطينية ثانية في (28 سبتمبر أيلول 2002) ، وجاءت في سياق ذات الأهداف التي طمحت وحشدت الجماهير الفلسطينية من اجل إنجازها.
تأتي حالة الحنين الى الماضي، التي عبرت عنها الجماهير الفلسطينية، في هذه الطروف الصعبة، ليس فقط للتدليل على هذه المكانة التي احتلها “الفعل الانتفاضي”، في وجدان هذه الجماهير المناضلة، بل من أجل التأكيد على أهمية خيار الانتفاضة الشعبية الشاملة، كخيار استراتيجي لا غنى عنه، من أجل افشال جميع المخططات التي تقاد ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، فمع الإعلان الرسمي عن “صفقة القرن” الامريكية في (28 ينايركانون الثاني 2020) ومشروع الضم الصهيوني(17 أيار 2020)، والتي سبقها مجموعة إجراءات عدائية ضد الشعب الفلسطيني من قبل الإدارة الامريكية، خاصة نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس المحتلة في (14 مايوايار 2018)، أصبحت القضية الفلسطينية، أمام مرحلة مفصلية خطيرة وصعبة جدا، وأمام مفترق طرق، أصبحت معالمها واضحة بالنسبة للشعب الفلسطيني، الذي يدرك بشكل جيد، أن جميع المناورات السياسية، التي تروج لها السلطة الفلسطينية، والتي تعيد الشعب الفلسطيني، الى ذات الدائرة المغلقة، التي أدت في نهاية المطاف الى النتائج الكارثية، التي وصلت اليها القضية الفلسطينية اليوم، ليست الا محاولات لبناء قصور في الهواء.
ان الوضع الراهن والخطير، يتطلب ودون أي تأخير الى ضرورة الاصغاء جيدا، الى هذا النبض الجماهيري، الآخذ بالتصاعد، والذي سيؤدي دون ادنى شك، الى انفجار جماهيري قادم لا محال، مما يضع القيادة الفلسطينية، والحركة الوطنية الفلسطينية، امام مهام مصيرية تتطلب بذل جهدا استثنائيا، من اجل تحضير الأرضية الميدانية والسياسية، التي تساعد على تنظيم هذا الفعل الجماهيري القادم، وفق استراتيجية نضالية موحدة، تقف على أرضية برنامج نضالي واضح، وهو ما يفرض على قيادة السلطة الفلسطينية، التراجع الفوري عن القرار الذي اتخذ بعودة العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية الى ما قبل تاريخ (19 أيار مايو 2020)، والعمل على ترجمة جميع المخرجات التي جاءت في البيان الختامي للأمناء العامين الذي انعقد بين بيروت ورام الله بتاريخ (3 أيلول سبتمبر 2020)، والذي وقف على أرضية قرار التحلل من جميع الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني والإدارة الامريكية، بما فيها التنسيق الأمني، كما يتطلب جهدا فصائليا استثنائيا للدفع بمسار الحوار بين حركتي فتح وحماس الى الأمام، من اجل الوصول الى صيغة تمكن الشعب الفلسطيني، من انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، من خلال انجاز الانتخابات الثلاثية (تشريعية، رئاسية، مجلس وطني) على أساس التمثيل النسبي الكامل، فالمهمة الراهنة تكمن في استكمال مسار تشكيل القيادة الوطنية الموحدة، التي تستند الى وحدة وطنية حقيقية، تمكنها من الاضطلاع بدورها النضالي والثوري، في قلب الحركة الجماهيرية الفلسطينية، فالانتفاضة الشعبية هي خيار استراتيجي، وضرورة ثورية لإفشال جميع المخططات التآمرية، ضد الشعب الفلسطيني، ولإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني، ونقله من مكانة “النوستولجيا” الى التطبيق الفعلي على الأرض الفلسطينية، وفي الدولة المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس، وتحقيق عودة اللاجئين وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
كانون الاول 2020

المصدر