اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية يدق طبول الحرب

424

ناقشت وسائل إعلام عالمية تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، معتبرة أن القرار يصب الزيت على النار، ويدق طبول الحرب. حسفة فايننشال تايمز، البريطانية قالت إن الصراع المنسي على أطراف الصحراء يزداد سخونة بعد قرار ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على المنطقة المتنازع عليها، مشيرة إلى أن الاعتراف بمطالبة الرباط بالصحراء الغربية -مقابل تطبيع المغرب للعلاقات مع إسرائيل- يهدد بتفاقم القتال بين جبهة البوليساريو، التي تريد استقلال المنطقة، والقوات المغربية. ونقلت الصحيفة عن ريكاردو فابياني مدير شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية قوله: «أعتقد أننا نستطيع أن نقول إن هذه الخطوة تجعل حل نوبة العنف الحالية أكثر صعوبة»، وهذا سيجعل الشباب الصحراوي أكثر غضبًا وحشدًا والتزامًا بحل النزاع بالقوة. واستؤنف القتال الشهر الماضي بعد انتهاء وقف لإطلاق النار استمر 30 عاما، وقالت البوليساريو إنها عادت للحرب لأن المغرب انتهك اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1991 بإرسال قوات إلى منطقة عازلة منزوعة السلاح. كان الغرض من التوغل المغربي هو تطهير المتظاهرين الصحراويين من طريق سريع رئيسي للتجارة إلى إفريقيا جنوب الصحراء. وأوضحت الصحيفة، أن الأعمال العدائية يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة مما يؤدي إلى حرب شاملة قد تجتذب حتى الجزائر المجاورة الداعمة لجبهة البوليساريو، ويقول دبلوماسيون إن هذا من شأنه أن يعمق عدم الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل، حيث تخوض ليبيا صراعًا أهليًا، وتقاتل مالي تمردا إرهابيا في الصحراء. وقال دبلوماسي غربي: «في الوقت الحالي، هذا صراع منخفض الحدة، لكنه قد يتصاعد”، يمكن أن تنضم الجزائر في مرحلة ما إلى المعركة لدعم البوليساريو، نحن نتحدث هنا عن خطر نشوب صراع إقليمي». من جهتها ، نفت الرباط، وجود أي قتال على الإطلاق، وقال دبلوماسي مغربي للصحيفة «هذه التقارير لا أساس لها من الصحة”، والمغرب مرتبط بوقف إطلاق النار وبالعملية السياسية. ويعيش حوالي 600 ألف شخص في الصحراء الغربية، وعندما انسحبت إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة ، عام 1975، استولى عليها المغرب، وانخرطت جبهة البوليساريو في حرب مع المملكة استمرت 16 عامًا وانتهت بوقف إطلاق النار والتخطيط لإجراء استفتاء على الاستقلال، وتوقفت هذه العملية منذ عقود بسبب فشل الجانبين في الاتفاق على من يحق له التصويت. وتسيطر المملكة على أكثر من ثلثي الصحراء الغربية وجميع مراكزها الحضرية الرئيسية، مع سيطرة جبهة البوليساريو على الأطراف غير المأهولة بشكل أساسي بالقرب من الحدود مع الجزائر وموريتانيا. ويستخرج المغرب الفوسفات في الإقليم ويضخ المليارات في الإسكان والبنية التحتية، ويعيش حوالي 180 ألف لاجئ صحراوي على المساعدات الدولية في مخيمات قاتمة في جنوب غرب الجزائر. ويعزو محللون ودبلوماسيون العودة إلى القتال إلى إحباط البوليساريو من غياب حل سياسي يلوح في الأفق. ويقول المسؤولون المغاربة منذ سنوات إن خطة الاستفتاء عفا عليها الزمن وعرضت في 2007 حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية وهو خيار رفضته البوليساريو التي توكد استمرار القتال. Volume 0% وجبهة البوليساريو تأسست في 20 مايو 1973، وتسعى لإقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية، نشاطها العسكري بدأ خلال الاستعمار الإسباني لهذه المنطقة، وكانت تتلقى دعما من ليبيا والجزائر. وبدأ الصراع بين البوليساريو والمغرب بعدما أنهت إسبانيا احتلالها للإقليم، الذي دام من عام 1884 وحتى عام 1976، وصعدت الجبهة من عملياتها وتحريضها للمطالبة بالاستقلال، إلا أن المغرب وموريتانيا توجهتا إلى محكمة العدل الدولية.

المصدر