إلى حزب العدالة في تركيا

162

عبد الله ضراب الجزائري

***

اردغان باع القيم الإسلامية بالمصالح المادية الآنية الموهومة فأحبط أملنا فيه ، حيث كنا إلى وقت قريب نراه رافع راية الأخلاق الإسلامية في مجال السياسة الداخلية والدولية ، لقد فقدت مصداقيتك تماما يا اردوغان ويا حزب اردوغان لما انحزت إلى الناتو القتّال ضد الضحية البريئة الشعب الليبي الطيب الطاهر ، ولما ساندت ثوار الخزي الناتو الذين يُجسِّدون كل الحماقات والسلوكات المنافية لقيم الإسلام فهم : غدّارون ، خوَّانون ، عملاء ، مزوِّرون ، كذَّابون ، ذبَّاحون ، سرَّاقون ، زناة مغتصبون ، جبناء يعتمدون على طائرات الناتو ، ديُّوثون لا غيرة لهم جلبوا الفجار والكفار للاعتداء على اهلهم وذويهم … وقائمة خساستهم طويلة …

فأين المبادئ والأخلاق يا اردغان وأنت تنصر وتدعم هؤلاء ؟؟؟

امن اجل مصالح مادية موهومة تافهة مضمَّخة بدماء أطفال ليبيا وسوريا تبيعون الإسلام وأمة الإسلام وترتمون في أحضان التحالف الصليبي الصهيوني المحارب للاسلام ؟؟؟

تلك هي سقطتكم الأبدية التي أفقدتكم المصداقية الأخلاقية وأبعدتكم عن ريادة الأمة الإسلامية التي هي في طور النهوض والانطلاق من جديد.

لقد خدعكم الإخوان المسلمون الذين جعلتهم الأنانية المفرطة والعنصرية المقيتة لتنظيمهم الهرم فتنة كبرى للإسلام، حيث تحالفوا مع الحركة الصهيونية العالمية كي توصلهم إلى الحكم في البلدان العربية ولو على الحطام والأشلاء والدماء .

وهذه أبيات عتابية لك يا اردغان ولأمة تركيا المؤمنة ، نزفُّها على لسان الشعب الليبي الصامد والشعب السوري الأبي

*** .

أهلَ العدالة قد حافتْ عدالتكمْ

مالت إلى الجور في جُحر الثعابينِ

أهلَ الفضائل قد ذابت فضائلكمْ

صارت تساند من قد بات يُردينِي

أهلَ المبادئ قد شاطتْ مبادؤكمْ

على المصالح صارت حدَّ سكِّينِ

يا اردغان فلا تُذْكِ الجِمارَ لمنْ

قد بات بالغدر والبهتان يُؤذيني

تَبيَّنِ الحقَّ لا تطعن صريعَ أذى

كيدُ اليهود وغدرُ العُرْبِ يكفيني

أنا الطَّريحُ على ناب البُغاة هنا

فالكفرُ ينهشني جهرا ويرحينِي

أنا أنادي فَمُدْيُ الكفر تذبحُني

وبالأكاذيب والبهتان تُشقيني

فهل نظرتم أيا أهل القلوب إلى

هذا الدَّمار الذي قد بات يَطويني

وهل نظرتم إلى هذا النَّزيف وما

طال البراءة من بطش وتحزينِ

وهل سألتم بني الأبواق كيف سطوْا

بالزور والغشِّ في غدر الملايينِ

أهلَ العدالةِ هل ترضون مُرتشيا

دكَّ السَّلام وناط َالفَتكَ بالدِّينِ

أهلَ المكارم والإيمان كيف غوَتْ

تلك العقولُ لترْضَى بالملاعينِ

إني أنادي ذوي الألباب كي يقفوا

في جانب الحقِّ دحْرا للشياطينِ

من أحرقَ النَّاسَ ؟ من شقَّ الصُّدور هنا ؟

من أعملَ الذَّبح في جمع المساكينِ ؟

من يُهلكُ النَّسلَ مَحْمِيا بسادتهِ ؟

من أغرقَ الناس في الإسفاف والدُّونِ ؟

أهلَ العقولِ تعالوا وافحصوا حدَثا ً

قد دمَّر الحقَّ جهْرا كالطَّواحينِ

كلُّ المصالح تفنى والهُدَى وَهَجٌ

ينفي الفسادَ وأهل الرِّجس والشينِ

تبيَّنوا الحقَّ إنَّ الله سائلكمْ

سيكشفُ الله يوما كلَّ مدفونِ

لا تتركوا الأرض والأعراض سائبة ً

لأمَّة الحقدِ من أبناء صهيونِ

لا تتركوا الدِّين والأرواح يُهلكُها

يا امَّة الحقِّ أهواء المعافينِ

***

يا تُرْكُمانُ الهدى إنَّا نُحمِّلكمْ

دمَ العذارى وآهاتِ المَحَازينِ

حزب العدالة قد دكَّ الوئام بما

أضحى يمارس ُمن خَذلٍ وتوهينِ

بل بالوُلُوغِ مع الصُّهيون في دَمِنا

بِدعمه الغدرَ من رهْط المجانينِ

***

يا اردغان إذا بالغتَ مُنقلِبا

ربُّ الخلائق والأكوان يحميني

أنا المرابطُ لا أخشى البُغاةَ ولا

أرضى الدَّنيَّةَ يا مخدوع في الدِّين

ستخسرُ الحكمَ والأنصارَ في بلَدٍ

يهوى العقيدة والشُّمَّ الميامينِ

الله ينصرُ من يأوي إلى كَنفِهْ

وأمره الحقُّ بين الكافِ والنونِ

رجاء :

أرجو ترجمة القصيدة بمقدمتها إلى اللغة التركية ونشرها في مواقع الأدب التركي

المصدر