أرقام تكشف حجم الكارثة.. الموصل مدينة منكوبة فوق جثث “لا تعلم بها الحكومة”

459

بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على تحرير مدينة الموصل (شمالي العراق) من سيطرة تنظيم “داعش”، لا تزال الجثث تحت أنقاض المدينة التي هدمت بالكامل بفعل المعارك، في ظل اتهامات للحكومة بالتملص من مسؤوليتها تجاه الكشف عن هوية الجثامين.

“أين عشرات الأسر التي اختفت بأطفالها ونسائها”، بهذه العبارة يعبّر أحد ذوي المفقودين في مدينة الموصل، مبيّناً أنّ “الحكومة متمسكة بأنّ كل من تحت المدينة هم من الإرهابيين، ولكن هناك شهداء من المدنيين بينهم أطفال ونساء”.

أما سعد، فأضاف أنّه “حالياً تجرى العديد من الحفريات في المدينة، ما أدى إلى العثور على جثث متحللة ولم يتم نقلها، وتترك دون دفن”.

وفي هذا السياق، أكّد مدير مرصد “أفاد” الإعلامي زياد السنجري، أنّ “محافظة الموصل تحتوي على جثث تحت الأنقاض، فضلاً عن أنّه هناك حوالى 85 مقبرة لم تفتح بعد، أكبرها في مدينة الخسفة (15 كيلومتراً جنوبي الموصل)، وفيها جثث أكثر من 10 الآف شخص تم قتلهم على يد التنظيم”.

وأوضح أنّه “وفقاً للإفادات القانونية يوجد بين 700 إلى 1000 جثة، لكن هذا العدد يتضاعف إلى الضعفين في حال احتساب الجثث والمواقع التي تحوي رفات مدنيين ولم يتم الإبلاغ عنها”.

وأشار مدير المرصد، إلى أنّه “هناك ألف جثة معلومة على الأقل تحت أنقاض مدينة الموصل القديمة، و6 آلاف لأشخاص مجهولين نزحوا إلى موصل أو احتجزوا داخلها أثناء المعارك”.

6150 جثة معلومة بينها أطفال ونساء

وكشف السنجري أنّه “تم انتشال 6150 جثة معلومة بينها أطفال ونساء في الموصل، و5000 جثة غير معلومة في نينوى بينها مدنيين ومسلحين لتنظيم داعش، أما الأعداد المتبقية فالحكومة العراقية متهمة بعدم نيتها التقصي بشأنها”.

ولفت إلى أنّه “عام 2017، كثّف القصف واستخدمت المليشيات الإيراني بغطاء القوات الاتحادية آنذاك، أسلحة محرمة دولية كالفوسفور الأبيض والصواريخ المصنعة في إيران، وذلك وفقاً لمبدأ سياسة الأرض المحروقة، حيث قتل عشرات الآلاف من أبناء المدينة”.

وأضاف أنّ “هناك مئات العوائل التي دفنت وأفرادها على قيد الحياة، ولا تزال جثثهم موجودة تحت الأنقاض”، مشدداً على أنّ “الحكومة العراقية لا تقوم بإزالة هذه الجثث لانها تعلم أنّ الكشف عن أرقام القتلى سيكشف حجم الدمار الذي لحق في المدينة المنكوبة، وعن حجم الإبادة الجماعية”.

وختم السنجري بالقول إنّ “الحكومات المتعاقبة والمنظومة السياسية التابعة ل‍إيران، يعمدان إلى التذرع بأنّ الجثث عائدة لمسلحي داعش كي لا يتم الكشف عن حجم الأزمة الإنسانية في الموصل”.

ذريعة “داعش”

في المقابل، نفى قائممقام محافظة الموصل، زهير الأعرجي، في حديث لموقع “الحرة”، كل هذه الأرقام والمعلومات، قائلاً إنّه “بعد تحرير الموصل، قامت الهندسة العسكرية وأفراد من بلدية الموصل بانتشار الجثث بعد تسوية أوضاعها القانونية، كما عثر على 2193 جثة لعناصر من داعش وتم دفنها أيضاً بالتنسيق مع الهلال الأحمر”.

وعند عرض إفادات من ذوي المدنيين المفقودين، أجاب الاعرجي بأنّ “جميع البلاغات من ذوي المدنيين تمت معالجتها، وأنّه يتم العثور على بعض الجثث بأرقام منفردة في المدينة القديمة، إلا أنّ جميعها تعود لتنظيم داعش”.

ورداً على سؤال حول مقبرة الخسفة، برر قائممقام الموصل بأنّ “هذه المنطقة هي الوحيدة التي تحتوي على جثث لم يتم انتشالها، وذلك بسبب صعوبة التضاريس الطبيعية، حيث رمي عناصر داعش مدنيين في حفرة عميقة لا نهاية لها داخل بلدة الخسفة”.

خوف لدى أهالي الموصل

ولفت متابعون للملف إلى أنّ “سكان المدينة القديمة يعانون من روائح كريهة مع كل نسمة هواء أو تساقط أمطار، وكل هذه المشاهد تثير الرعب لدى االأهالي والأطفال”.

كما ناشد عزيز عادل، أحد سكان مدينة الموصل، القوات الأمنية والبلدية برفع الجثث من تحت الأنقاض، معرباً عن مخاوفه من الإصابة بأمراض جلدية ونفسية على حد سواء.

المصدر